لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي يلعبه حراس مراكب الصيد البحري، في استمرارية سلسلة الإنتاج و المساهمة في الرفع من جودة المنتوجات السمكية، والسهر على سلامة المعدات من أي تلف.
ويقضي عشرات “حراس المراكب“، شهر رمضان بعيدا عن أسرهم وذويهم، من أجل “طرف الخبز“، و لإرتباطهم بمناصب شغل على ظهر المراكب، رغم وضعيتهم غير القانونية، والتي ينقصها التنظيم و إعادة الإعتبار لهاته الشريحة الأضعف بالقطاع.
وعبر عدد من “حراس المراكب“، في تصريحات متطابقة لــجريدة “البحر نيوز“، عن إمتعاضهم من قضاء شهر رمضان، بعيدا عن الأهل والأحباب، على ظهر المراكب، مسجلين أن غالبيتهم هي محرومة من مختلف التوقفات المناسباتية، حيث تتوقف مختلف أنشطة الصيد بالميناء، ما يبعث الفرحة والسرور في قلوب البحارة و يثلج صدورهم، بمناسبة (تروحيت)، لكن يقول مصطفى حارس مركب صيد “نعيش نحن الحراس معاناة نفسية جراء الإحساس بالغربة والحرمان من الدفئ الأسري، وهو ما نحاول أن نتعايش معه في ظل الوضعية الشادة التي نعيشها بدون “ليفري“، الدفتر البحري.”
ويعمد البحارة إلى محاولة تعويض النقص العاطفي الحاصل، بخلق أجواء داخل المراكب، ومحاكاة الطقوس التي تتسم بها أجواء رمضان، من صلاة وطهي، وفي ظل الوضعية التي تعانيها هذه الشريحة التي تبقى في حاجة ماسة إلى إلتفاتة المسؤولين، وتسوية وضعيتهم، بكونهم أحد المكونات المهمة داخل منظومة قطاع الصيد.
ويطالب حراس المراكب، بجعلهم ضمن الطاقم البحري للمراكب بصفتهم “حراس المراكب”، وتمكينهم من تكوين ينسجم مع المهام التي يقومون بها على ظهر المراكب، من نظافة وحراسة، و تسوية وضعيتهم القانونية وفق القوانين المعمول بها، وتسهيل حصولهم على الدفتر البحري، للإستفادة من الضمان الإجتماعي والتضامني، خصوصا بعد المأساة الأخيرة التي شهدها ميناء طانطان، والتي راح ضحيتها حارس مركب بعد دفعه من طرف أحد الجانحين إلى الحوض المينائي.
وعادة ما يلتحق شباب في مقتبل العمر بالمراكب للإشتغال كحراس ، في إنتظار فتح باب التسجيلات التي تفتحها إدارة الصيد أمام الراغبين في الحصول على الدفتر البحري، غير أن كثير من الحراس ظلوا لسنوات بل لعقود، دون أن يتم تسجيلهم، حيث يؤكد كثيرون أن المجهزون أو الربابنة ، عادة ما يستغلون هذه المناسبات، لسجيل معارفهم وأقاربهم، على حساب حراس يقدمون تضحيات كبيرة لحماية المراكبـ، بل يعدون هم الأنسب والأولى للتسجيل من أجل الحصول على الدفتر البحري. فيما تبقى شريحة اخرى من الحراس هي تفضل الإحتفاظ بمهامهم كحراس، ولا يعيرون إهتماما لهذه التسجيلات بعد أن ألفوا العمل كحراس.
يحدث هذا في وقت لا يسمح فيه القانون لأي أحد لا يتوفر على الدفتر البحري أو ”provisoir” أن يتواجد فوق ظهر مركب الصيد، وبما أن جميع مراكب الصيد تتوفر على حراس مراكب، فعلى الوزارة الوصية اتخاد التذابير اللازمة لتصحيح وضع هذه الشريحة من العاملين في القطاع لاستنفاد حقوقهم كاملة.
وجدير بالذكر، أن معهد تكنولوجيا الصيد بالعيون، أقدم على إطلاق مباردة جميلة، تستهدف تأهيل خياطي الشباك إنسجاما مع التطورات التي تعرفها شباك الصيد على المستوى العالمي. في أفق إطلاق تكوينات تستهدف شريح حراس المراكب، خصوصا أن هذه الشريحة تناط بها مهام حماية المراكب، والتصدي لمختلف الخطار التي تهددها وهي راسية بالموانئ.