قال حفيظ بنجاعة الربان في قطاع الصيد الساحلي صنف الأسماك السطحية الصغيرة ، أن الأثمنة الحالية المرجعية المتداولة بالموانئ الجنوبية بخصوص السمك الصناعي لم تعد قادرة على الإجابة على التحديات الكبرى التي تواجه المصيدة ومعه الوضعية الإجتماعية للبحارة .
وأكد بنجاعة في تصريح للبحرنيوز، على خلفية الإجتماع الذي إحتضنته غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى ، أن المصنعين باتو مطالبين برفع الأثمنة المرجعية، عبر إنعاشها بزيادة تساير التطورات الكبرى التي تعرفها الحنطة ، خصوصا وأن الموسم الآخير أظهر عجز الأثمنة في مواجهة التحديات القائمة ، حتى أن هناك مجموعة من المجهزين إستعانوا بمالهم الخاص للحفاظ على أطقمهم البحرية، بالنظر لمحدودية المردودية التي لم تغطي حتى المصاريف المعتمدة في تجهيز رحلات الصيد.
وأوضح ربان الصيد أن المصنعين هم اليوم أمام خيارين، يتعلق الأول بالزيادة في أثمنة السمك الصناعي للحفاظ على الثمن المرجعي في مستويات تستحضر مصالح مختلف الأطراف، أو فسح المجال أمام المهنيين لتسويق مصطاداتهم عبر الدلالة ، كخيار إستراتيجي يحكمه منطق العرض والطلب، وهو توجه يعد مطلبا مهما من المفروض أن يتعاطى معه المصنعون من جهة، وكذا المكتب الوطني للصيد من جهة آخرى، على إعتباره الجهاز الإداري الذي عليه توفير الظروف المساعدة لإنجاح هذه الخطوة، بما يضمن تكافؤ الفرص وتوازي القوى بين المهنيين والمصنعين .
إلى ذلك أكد بنجاعة أن ملف كازوال الصيد الساحلي شكل هو الآخر محورا إسترتيجيا في ذات اللقاء، خصوصا وأن الكلفة الطاقية اصبحت اليوم اليوم تأتي على الأخضر واليابس، وغدا المراكب تشتغل اليوم على تجهيز الرحلات البحرية، وكذا الجهات الموزعة للكازوال ، وهي وضعية شادة تطرح الكثير من الأسئلة، لاسيما في ظل التفاوث الكبير الحاصل بين أثمنة كازوال الصيد الساحلي وأثمنة كازوال الصيد في أعالي البحر ، على الرغم انها محروقات متأتية من نفس المنبع ، كما أنها مؤطرة بنفس القانون المنظم للإعفاءات الضريبية .
وأفا ربان الصيد أن لقاء الأمس الذي وصفه بالمتمر والإيجابي قد تمخضت عنه مجموعة من المخرجات، لاسيما في إتجاه فتح باب الحوار مع مختلف المتدخلين برعاية من غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، والترافع وفق ملف مطلبي منسجم لمعالجة الخلل الحاصل على أثمنة كازوال الصيد . خصوصا وأن واقع الحالي يؤكد أن المجهزون أصبحوا يتجرعون الخسائر التي أصبحت تهدد الإستثمار ، ويتكلفون من اجل الحفاظ على الموارد البشرية المشتغلة بالأطقم البحرية ، فالبحار الذي لم يعد له مصور في مجال نشاطه، فأكيد سيبحث على نفسه في قطاعات آخرى، لتوفير لقمة الحياة ، بالنظر للأرتفاعات المتزايدة التي تعرفها المعيشة .
ودعا الفاعل المهني في قطاع الأسماك السطحية الصغيرة مختلف الجهات المتدخلة، إلى الإلتفات إلى قطاع الصيد الساحلي صنف السردين ، الذي يواجه الكثير من التحديات ، تحتاج لدراسة حقيقة ، في أفق وضع خارطة طريق تعيد الإعتبار للإستثمار ومعه العملية الإنتاجية ، لاسيما وأن الكثير من الإصلاحات التي تم تنزيلها هي تراهن على إستدامة المصايد ، لكن هذه الجهود وإن كانت محمودة ولها وقعها على المستقبل، فإنها بالمقابل يجب أن تواكبها سياسة تسويقة تراهن على التثمين، لخلق نوع من التوازن بين محاور الإستدامة والتثمين بما يخدم الإستثمار والوضعية الإجتماعية لرجال البحر.