عادت مبادرة الحوت بثمن معقول من جديد إلى الواجهة، بعدما عبر أصحاب المبادرة على تركيز اهتمامهم على ضرورة استفادة المستهلك المغربي من المنتجات البحرية المجمدة، بأثمنة في المتناول عوض تصديرها إلى الأسواق الإفريقية.
ويدفع أصحاب الحوت بثمن معقول، المبادرة إلى دائرة الضوء، من أجل وضعها في طليعة الجهود الرامية، إلى تحقيق أحد أهم محاور استراتيجية أليوتيس، وتمكين المواطنين من الأسماك ذات الجودة العالية، بأثمنة جيدة. والرفع بذلك من حجم الإستهلاك الوطني للفرد الواحد من الأسماك، حيث تسعى وزارة الصيد البحري، بمعية مجهزي سفن الصيد في أعالي البحار، إلى توسيع نطاق ثقافة استهلاك المنتجات البحرية المجمدة، بحكم جودتها العالية، وقيمتها الغذائية.
وترمي مبادرة “الحوت بثمن معقول” إلى هدف تشجيع المواطنين على زيادة استهلاك منتجات الصيد البحري المجمدة بمختلف الأصناف. وذلك بإقتراح عروض استثنائية، وأثمنة في متناول الجميع، على طول السنة، بدل الاقتصار على مناسبة شهر رمضان فقط. والعمل على تفعيل فكرة “السمك من مراكب الصيد إلى المستهلكين مباشرة”. وهو ما سيساهم في جعل منتجات سفن الصيد في أعالي البحار المجمدة، في متناول العائلات المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وتصادف عودة سفن الصيد في أعالي البحار من مصايد التهيئة جنوب سيدي الغازي، بعد انصرام الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط، الرغبة والانخراط الأكيد في إبراز الدور الهام، الذي يمكن أن تلعبه مبادرة الحوت بثمن معقول، عوض اللجوء إلى تصدير الأسماك إلى الدول الإفريقية، بأثمنة أولى بها المستهلك المغربي من غيره. ليبقى الرهان على ضرورة تعميم المبادرة، والرفع من مستوى وعي وثقافة استهلاك المنتجات البحرية المجمدة، بأسعارها المنخفضة والمستقرة، وبذلك رفع معدل استهلاك الفرد.
وويرى أحد خبراء الصحة والتغذية، أن من بين الإيجابيات أمام استهلاك الأسماك المجمدة، هو توفر منتجات وطنية بجودة عالية، تتوفر على المعايير الصحية والقيمة الغذائية، وبأسعار تنافسية، قطعت الطريق أمام الوسطاء والسماسرة، في سعي إلى استعراض خارطة طريق تشجيع النمط الاستهلاكي للمنتجات البحرية المجمدة، والحث على استهلاك المأكولات البحرية كجزء من نظام صحي متكامل.
وبقراءة متأنية للوضع الحالي للاستهلاك الأسماك، والعادات الشرائية والاستهلاكية، تبقى معدلات النمط الاستهلاكي للفرد محتشمة، وتنخفض إلى أدنى المستويات في المناطق الداخلية. وفي هدا الصدد بالذات، سعى أصحاب مبادرة “الحوت بثمن معقول”، إلى توفير المعطيات والمعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من الأرقام الهاتفية، والعناوين الإلكترونية، مع عروض خاصة بالأصناف المختلفة، والمتنوعة، مع أثمنتها، فضلا عن خدمة التوصيل في عدد من المدن المغربية.
وبمعاينة لأثمنة الأسماك المجمدة المختلفة، يبقى للمستهلك المغربي الخيار، والفرصة في اقتناء أسماك بجودة عالية، غنية بالبروتينات، تتراوح قيمتها المالية بين 15 و 40 درهما للكيلوغرام، كما جاء على لسان عزيز عوباد مجهز مراكب الصيد البحري. فالمواطن المغربي يقول المصدر، أولى بهده الأسماك من غيره من الدول الإفريقية التي تصدّر لها.موجها في ذات السياق دعوته المفتوحة لتشجيع استهلاك الأسماك المجمدة في ظروف صحية جيدة، بمعايير عالية، وأثمنة معقولة.
وتسجل أرصفة ميناء أكادير، وميناء الوطية عمليات يومية لتفريغ المصطادات السمكية من سفن الصيد في أعالي البحار، العائدة من مصايد التهيئة جنوب سيدي الغازين، بعد انتهاء موسم صيد الأخطبوط. وهي مناسبة يستغلها التجار من جميع الجنسيات، للفوز بصفقات شراء الأسماك المغربية المجمدة، لبيعها إلى الأسواق الإفريقية، والأوربية، بل والعالمية.