تعرض قاربا شراعيا لهجوم من طرف حيتان الأوركا، في مياه مضيق جبل طارق، بين مدينتي طنجة المغربية وطريفة الإسبانية.
ووفق موقع “أوروبا سور”، فإن هذا الحادث، الذي وقع السبت الماضي، يُعد الأول من نوعه خلال العام الجاري بالمنطقة، وقد أسفر عن أضرار مادية أصابت الجزء السفلي من هيكل القارب. ما أجبر ربان الفارب على تغيير مساره نحو ميناء طريفة لإخضاع القارب لأعمال الصيانة اللازمة، بعد أن تأثرت بنيته نتيجة الاصطدام المباشر مع الحيتان.
وتعد هذه الفترة من الفترات التي تسجل خروجا عن النص من طرف الأوركا تزامنا مع موسم صيد التون، حيث يرى بعض العارفين بخبايا المصاديد، ان السلوك العدواني الصادر عن الوركا قد يرتبط بالمنافسة بين هذا الحيوان البحري والإنسان الصياد على بعض أسماك التوان ، وهو ما يفتح باب المواجهة وردة الفعل ، حيث سجلت السواحل المتوسطية في وقت سابق تحرشان من طرف حيتان الأوركا بقوارب صيد مغربية قبالة مضيق جبل طارق .
وكانت غرفة الصيد البحري المتوسطية قد دعت في وقت سابق الوزارة الوصية على قطاع الصيد البحري، إلى التدخل للحفاظ على سلامة وحياة البحارة الصيادين، في ظل الهجمات المتصاعدة لحيتان الأوركا. حيث أكدت الغرفة في مراسلة موجهة إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن البحارة المحليين، أصبحوا يعيشون تحت وقع الخوف والفزع اليومي، أثناء ممارسة نشاط الصيد، بسبب هجوم حوت الأوركا على القوارب، التي تتسبب في خسائر مادية جسيمة للقوارب، وكادت أن تؤدي إلى مآسي إنسانية لولا لطف الله، وتدخل رجال الدرك والقوارب المجاورة أثناء الهجوم.
وطالبت الغرفة الوزارة الوصية بالتدخل العاجل، عبر توفير السلامة والانقاذ السريع للبحارة الصيادين، أثناء تعرضهم لأي هجوم مباغث لحوت الأوركا، وكذلك بإيجاد وسيلة كفيلة لتعويضهم عن الخسائر التي تلحق بقواربهم، كمصدر عيشهم خلال الهجوم”. فيما أشارت الغرفة أن سلامة أرواح الصيادين مهددة بالموت والغرق، كما أن ممتلكاتهم أصبحت مهددة بشكل غير مسبوق. بإعتبار البحارة الصيادين لا يملكون سوى هذه القوارب، يشتغلون على متنها لتوفير قوت يومهم.
إلى ذلك يقترح الباحثون ضمن الطرق التي يمكن لأصحاب القوارب اللجوء إليها، من أجل معالجة مشكلتهم مع الحيتان، ربط خيوط بلاستيكية بأسفل القوارب، وهي طريقة ستغالط الحيتان وستدفعها للابتعاد عن القوارب ، ظناً منها أن هذه الخيوط قناديل بحر مؤذية. فيما نفت إحدى الدراسات الجديدة، القصدية عن الهجمات التي تنفذها حيتان الأوركا ، حيث سلط تقرير صادر عن اللجنة الدولية لصيد الحيتان، الضوء على السبب الذي يعتبره التقرير الأكثر ترجيحًا وراء اصطدام هذه الحيتان القاتلة بالقوارب بشكل خطير، بمعدل ينذر بالخطر، إذ كشف التقرير أن الحيتان القاتلة مجرد مراهقين يعبثون.
وتوضح المصادر أن الأوركا هو نوع عابر ونهم، بإعتباره يتغدى على كميات كبيرة من الأسماك والأنواع البحرية المختلفة قد تصل ل 400 كلغ في الساعة، وهو يتواجد بشكل كبير قبالة مياه القصر الصغير، هذه المنطقة التي تعرف أيضا نشاطا متزايدا لقوارب الصيد التقليدي تزامنا مع موسم سمك أبوسيف أو التون. وهو المعطى الذي يفتح باب التأويل في كون الصيادين زاحموا الأوركا على مصطاداته، أو خطفوا منه بعض المصطادات ما يجعله يهاجم بطرق عدوانية.