دعا جوليان باربيير ، رئيس السياسة البحرية في اللجنة الدولية الحكومية للمحيطات التابعة لليونسكو والمنسق العالمي لعقد المحيط ، أمس الأربعاء بسيدي بوقنادل (سلا) ، إلى دمج المعارف التقليدية والأصلية في علوم المحيطات.
وفي كلمة له خلال جلسة رفيعة المستوى نُظمت في إطار النسخة الثانية من حوار المؤسسات لعقد المحيطات ، أكد السيد باربيير على أهمية “عمل علمي متعدد التخصصات مع ضرورة دمج العلوم الاجتماعية والاقتصادية والمعارف التقليدية والأصلية ” لإنقاذ المحيطات. وأبرز ،خلال الجلسة التي تمحورت حول أولوية العلوم لعقد المحيطات على الصعيد العالمي والإفريقي ، أنه لتحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة “يتعين ترجمة المعارف وإغناؤها بمعارف محلية وإقليمية”.
وأشار ، بمناسبة هذا الحوار الذي تنظمه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، راعية تحالف عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (عقد المحيطات) بتعاون وثيق مع لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات، أن “هناك تفاعلا بين السياسة والعلوم والمجتمع وانه من المهم العمل على مختلف المستويات اقليميا ووطنيا ومحليا لدعم تدبير المحيطات”.
وطالب في هذا السياق بشراكة “ذات مغزى” مع الصناع والمستثمرين الماليين ومبتكري التكنولوجيا والحكومات الإقليمية والمحلية والمجتمع المدني من أجل فهم احتياجات مستعملي المحيطات ، واعتماد سلوكيات أكثر استدامة وتنظيم العلوم وتمويلها. كما اعتبر السيد باربيير أنه من الضروري إشراك النساء والشباب في البحث العلمي المخصص للمحيطات ، لاسيما الشباب في بداية المسار المهني ، مشيرا إلى أن هناك العديد من التحديات التي ينبغي رفعها من أجل تحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة ، خاصة تلك المتعلقة بالبنية التحتية ، والتعاون الدولي ، وتحرير الولوج إلى البيانات والموارد التكنولوجية ، وتعزيز أنظمة الرصد ونقل المعرفة.
من جهته، تطرق السيد أحمد الحسني مدير الهيئة العلمية المختصة في علوم وتقنيات البيئة والأرض والبحر بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، لمساهمة الأكاديمية في سياق يتسم بتدهور المحيطات والذي يعود بشكل رئيسي لتغير المناخ. وأكد السيد الحسني أن الهيأة العلمية التي يمثلها ركزت تفكيرها على سؤالين أساسيين : ما هي المعارف الجديدة التي يمكن أن ننتجها لتعبئة دينامية التنمية المستدامة في المغرب؟ وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتعزيز القدرات العلمية وضمان انخراط اكبر للبحث الوطني في رهانات التنمية المستدامة من أجل فهم الأوساط والنظم البيئية البحرية ؟
وأضاف أن موضوع البحر تم التطرق له في العديد من الجلسات العامة للأكاديمية ، كما تم تخصيص عددين خاصين من المجلة العلمية “Frontiers in Science and Engineering International Journal” لموضوع المحيط.
من جهته رحب ممثل السفارة البرتغالية بالمغرب بالتعاون المغربي البرتغالي في مجال حماية المحيطات ، معربا عن رغبة بلاده في إنجاح مؤتمر الأمم المتحدة حول المحيطات المقرر عقده ما بين 27 يونيو و1 يوليوز في لشبونة بالبرتغال. كما شدد على أهمية تطوير العلوم والبحث ، معتبرا أنه من الضروري وضع المعارف العلمية موضع التطبيق ، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التمويل.
أما السيدة هاجر بوزيدي ، المتخصصة في علم الأحياء البحرية وعضو برنامج (ECOP) ، فقدمت من جانبها ، لمحة عامة عن هذا البرنامج وأنشطته المختلفة ، ولا سيما شراكاته مع (IOC-Unesco ) ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
وتشكل الدورة الثانية للحوار من أجل تعبئة مجتمع المؤسسات الخيرية لفائدة عقد المحيط، والتي تعرف مشاركة مدراء ومسيري أكثر من 20 مؤسسة خيرية وخبراء دوليين في مجال تعبئة الموارد وحشدها، محطة أساسية في التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة حول المحيطات، والذي سينعقد في لشبونة بالبرتغال، من 27 يونيو إلى فاتح يوليوز المقبل.
وتستند النسخة الثانية من حوار المؤسسات، إلى إنجازات الدورة الأولى التي عقدت في كوبنهاغن بالدانمارك شهر فبراير 2020، والتي كانت من تنظيم مؤسسة فيلوكس. حيث سمحت هذه التظاهرة بتعزيز علاقات العمل داخل مجتمع المؤسسات الخيرية العالمية لدعم علوم المحيطات.
ويناقش مشاركون ينتمون إلى إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا وأمريكا الجنوبية، خلال الفترة الممتدة من 1 يونيو إلى الثالث منه، دور المؤسسات الخيرية في الإرساء المشترك لأسس علوم المحيطات التحويلية، الضرورية لرفع التحديات العشرة لهذا العقد، والمساهمة في تحقيق طموحات برنامج التنمية المستدامة في أفق سنة 2030.
وتم إعلان عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات في خدمة التنمية المستدامة (2021-2030) من قبل الجمعية العامة للمنظمة سنة 2017. وتهدف هذه المبادرة إلى النهوض بعلوم المحيطات وإنتاج المعارف من أجل عكس تدهور حالة منظومة المحيطات، والتفكير في فرص جديدة للتنمية المستدامة للمنظومة الإيكولوجية البحرية الضخمة.
وتتلخص رؤية عقد المحيطات في شعار “العلم الذي نحتاجه من أجل المحيط الذي نريده”. ويعد عقد المحيطات منصة لجمع العلماء وأصحاب المصلحة من مختلف القطاعات من أجل تنمية المعارف العلمية والشراكات الضرورية من أجل تسريع تنمية علوم المحيطات والاستفادة منها، وبلوغ فهم أفضل لمنظومة المحيطات، وتوفير حلول علمية لتنفيذ برنامج 2030.
وقد كلفت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات بتنسيق التحضيرات والإشراف على تنفيذ برنامج عقد المحيطات.
البحرنيوز : و.م.ع