يعيش قطاع الصيد التقليدي بميناء سيدي إفني منذ أسابيع خلت على وقع خلاف غير معلن بين المكتب المسير لتعاونية بحارة الصيد التقليدي بالميناء وبعض المتعاونين ومعهم تلة من مهنيي القطاع بالمنطقة، وهو الخلاف الذي كانت له إنعكاسات سلبية على السير العادي للتعاونية ، حتى أن مجموعة من اللقاءات التي نظمتها الهيئة المهنية من أجل تدارس مشاكلها وأفاق إشتغالها، تحولت إلى فضاء مفتوح لتبادل التهم بين المكتب المسير، سيما الرئيس وعدد من المهنيين، حيث يتهم كل طرف الطرف الأخر بالوقوف وراء تراجع أداء التعاونية.
المتعاونون يتهمون الرئيس بالتقصير في أداء المهام المنوطة به في تطوير أداء التعاونية ويطالبونه بالإستقالة
دعا متعاونون منخرطون في تعاونية بحارة الصيد التقليدي بسيدي إفني رئيس التعاونية إلى الاستقالة من منصبه، متهمين إياه بالتقصير في القيام بواجبه، وعدم إفلاحه في تقديم حلول لمجموعة من المشاكل التي تتخبط فيها التعاونية، ومعها بحارة الصيد التقليدي بالميناء.
وأعرب عدد من المتعاونين في اتصال مع البحرنيوز عن أسفهم، للوضعية التي وصفوها بالكارتية التي صار عليها مشروع المخازن المنجزة، في إطار برنامج تحدي الألفية بعد أن طال مجموعة من مرافقه الإهمال المتعمد حسب تصريح المتعاونين، وإلا كيف يعقل تتساءل المصادر، أن يتم ترك عدد من المرافق مغلقة، والتي من شأن تشغيلها ان يدر على خزينة التعاونية مداخيل صافية، كما هو الشأن للمقهى وقرابة 30 دوش فضلا عن مرافق آخرى .
وأفاد الحسين أخدود عضو المجلس النقابي لبحارة قوارب الصيد التقليدي، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في تصريح للبحرنيوز، أن التعاونية التي تأسست قبل أربع سنوات لم تقدم أي جديد لمهنيي القطاع، رغم الاقتطاعات التي تطال مبيعاتهم لصالحها في حدود 0.5 في المائة من النسبة المبيعات الإجمالية، وكدا انخراطات المتعاونين التي بلغت 500 درهم، فضلا عن مساهمة البحارة في مشروع للتزود بمحركات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فلم يبلغهم منه يقول أخدود ، إلا تلك الوعود التي وزعها المكتب المسير هنا وهناك بعد أن دخل المشروع في حساب المجهول.
وهدد المتعاونون ومعهم البحارة على لسان الإطار النقابي، بتوقيف الإقتطاع لصالح التعاونية، وكدا أكرية المستوداعات، ما دامت الهيئة التعاونية تبحث عن الحلول السهلة، وغير آبهة بمعاناة شريحة البحارة في تعاطيها مع المركب البحري ، الذي يبدو أن مرافقه تتقهقر رويدا رويدا، في ظل التسيير العشوائي للرئيس وغياب الخبرة الكافية في البحث عن شراكات خارجية، تقدم حلول إضافية لتدبير المرحلة .
رئيس التعاونية يؤكد ان محدودبة مدة التسيير غير قابلة للمحاكة ويتهم جهات من المجلس السابق بالتشويش على السير العادي للتعاونية
أوضح عبد الصمد بن تباع رئيس التعاونية، أن مختلف الاتهامات التي توجه للتعاونية تبقى صائبة ، خصوصا ان تولي المكتب الحالي لمهمة تسيير التعاونية تود لشهر غشت من السنة المنصرمة. ما يجعل مدة التسيير التي مضت إلى حدود الآن غير كافية لمعالجة مختلف المشاكل المترتبة عن المجلس السابق، خصوصا في الجانب القانوني الذي كان يعتريه النقص في معالجة مجموعة من القضايا التي تهم التسيير اليومي للتعاونية، مسطرا في ذات السياق على كون المكتب الحالي ورث تعاونية كلها إختلالات عن المكتب السابق.
وأفاد بن تباع أن المدة التي انصرمت استهلكت في تعديل مجموعة من المواد القانونية، وكدا رسم خارطة الطريق للمستقبل، كما شكلت فرصة لتنظيم البيت الداخلي و تحديد منخرطي التعاونية وكدا مداخيلها، إعتمادا على محاسبين مختصين ، متهما بعض الجهات المحسوبة على المجلس السابق بالنفخ في إحتجاجات المتعاونين، وتحريضهم على توقيف الإقتطاعات التي تطال مداخيلهم لصالح التعاونية، حيث وصلت قيمة الديون التي هي في ذمة المنخرطين لصالح التعاونية 280000 درهم.
وسجل بن تباع أن المكتب الحالي يبحث عن إقامة مشاريع تعود بالنفع على مهنيي الإقليم، وليس فقط الإكتفاء بتسيير المركب البحري . مؤكدا أن هذه المشاريع تحتاج لرؤوس أموال يتم تحصيلها من المداخيل التي توفرها الاقتطاعات وكذا الأكرية. كما أن الإصلاحات التي يحتاجها بناية المركب، تبقى في حاجة بدورها لأموال. فكيف سيتم هذا إذا توقف المنخرطون عن أداء ما بذمتهم للتعاونية؟ متهما في ذات السياق بعض المحسوبين على المكتب السابق بالتشويش على مشاريع التعاونية، ووضع “العصا في الرويضة” بتهييج المتعاونين وتحريضهم على عدم مسايرة الركب. وهو الأمر الذي كانت من نتائجه يقول رئيس التعاونية، إفشال مجموعة من الجموع العامة واللقاءات ، آخرها الجمع العام الذي كانت التعاونية تحاول من خلاله ملاءمة قانونها الأساسي مع القانون الجديد للتعاونيات ، داعيات في ذات السياق مختلف الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الملف.
الرئيس السباق يؤكد أن التعاونية تتوفر على كل مقومات النجاح والمكتب الحالي مدعو إلى عدم تعليق فشله على شماعة الآخرين
وحتى تكتمل الرؤيا بخصوص واقع حال تعاونية بحارة الصيد التقليدي بسيد إفني، نقلنا سؤالنا حول واقع التعاونية، إلى الرئيس السابق عبد الرحمان الزيتوني كأحد الوجوه المؤسسة لذات الإطار المهني، والذي يشغل في ذات الوقت مهمة ممثل الصيد التقليدي بالغرفة الأطلسية الوسطى، حيث أكد للبحرنيوز أن تسييره على رأس المكتب السابق ، لم يدم طويلا ، بعد أن الم به المرض تاركا مهمة التسيير لزملائه داخل الإطار المهني ، مسجلا في ذات السياق أن ميلاد التعاونية خرج بعد مخاض صعب من عنق الزجاجة، بعد الظروف الصعبة التي طبعت اللقاءات التأسيسية وكدا الإنشقاقات التي عرفتها مراحل ما بعد التأسيس، مستنجدا بالمثل الشعبي القائل”عثر وطاح ..من الخيمة خرج مايل”
ودعا الزيتوني المكتب الحالي إلى عدم تعليق فشله في التسيير على شماعة المجلس السابق، لكون نسبة كبيرة من الأعضاء التي تسيير التعاونية اليوم هي نفسها التي كانت في المجلس السابق. معتبرا في ذات السياق أن مطالب المتعاونين بتوقيف الإقتطاعات، وإنتقاذ طرق التسيير، لا تحتاج لتوجيه من أحد في ظل الوضعية الكارتية التي صارت عليها مرافق مركب الصيد التقليدي بالميناء، وعدم التزام المكتب الحالي بوعوده المقدمة للمتعاونين في صيانة المرفق وإعادة بريقه .
وأضاف الزيتوني أن التعاونية تتوفر على كل شروط النجاح، فهي تتوفر على بناية من الطراز العالي، ولديها رؤوس أموال من الاقتطاعات التي تطال مبيعات البحارة وغيرها من المداخيل، فضلا عن وجود مقهى ودوشات مغلقة بالإضافة إلى محل تجاري، فماذا ينتظر المكتب الجديد يتساءل المصدر، في فسح المجال لهذه المداخيل لتجد طريقها لخزينة التعاونية. هذا السؤال هو نفسه الذي دفع بالمتعاونيين يسجل عضو الغرفة الأطلسية الوسطى ، على توقيع شكاية تطالب الرئيس بتوقيف الإقتطاعات إلى حين توضيح الأمر، وذلك بعيدا عن المزايدات التي لن تسمن ولن تغني من جوع، يقول المصدر الذي أشار في ذات السياق ، أن المطلوب اليوم هو التشمير عن العمل، وليس توليد الأقاويل، أو إقالة الرئيس أو وضع العراقيل لإفشال مهمته. وإنما مكتب التعاونية هو مدعو اليوم إلى إعادة النظر في طريقة التسيير وإيجاد الحلول الناجعة لإعادة التقة بين المهنيين وتعاونيتهم .
متتبعون يدقون ناقوس الخطر بخصوص مستقبل تعاونية الصيد التقليدي بسيدي إفني
عبر عدد من المتبعين للشأن التعاوني، عن مخاوفهم من أن تتسبب المشاكل التي تعرفها الساحة المهنية بسيدي إفني في إغراق تعاونية سيدي إفني، في مستنقع من المشاكل تعجل بإلتحاق التعاونية بركب غريماتها، التي تعيش على إيقاع التطاحنات المهنية بعدد من المناطق الساحلية بالمملكة.
ويعول مهنيو الصيد التقليدي بميناء سيدي إفني على القانون الجديد للتعاونيات، في إعادة الاعتبار للعمل التعاوني داخل ميناء، يعتبر فيه الصيد التقليدي متنفسا لأبناء المدينة في حركة التشغيل ، ومعها تحريك عجلة التنمية باقليم سيدي إفني، وذلك في أفق تدويب الخلافات الحاصلة اليوم والتي تكاد تكون أقرب إلى صراعات سياسية منه إلى مهنية مهنية.
و كان مجموعة من المتتبعين للشأن التعاوني البحري، قد طالبوا مهني إفني بضرورة الإنصات المهني مهني، والتكتل في أفق صيانة المشروع التعاوني البحري بسيدي إفني، مع الدعوة إلى القطع مع مجموعة من الممارسات التي لن يكون لها وفق ذات المتتبعين، إلا الأثر الرجعي على مهني الإقليم، إسوة باقاليم مجاورية التي تتخبط تعاونياتها في سيل من المشاكل، كانت كفيلة بسياغة مجموعة من الخلاصات من طرف المهتمين بالشان التعاوني، يبقى مفادها أن الصيد البحري لا يوفر المناخ المساعد على السير بعيدا بالقطاع التعاوني، لهشاشة هذا النوع من التكتلات المهنية أمام تشعب المصالح وقلة الوعي في صفوف المتعاونين، مع حرص هؤلاء على العمل الفردي منه على العمل الجماعي.