كشفت مصادر مهنية مطلعة محسوبة على خياطي الشباك بميناء اكادير، ما وصفته في إتصال بالبحرنيوز بإستفحال ممارسات غير قانونية، في صفوف بعض الخياطة الذين ينشطون في تغيير ملامح شباك الصيد، وتعزيزها بجيوب خفية لمحاصرة مختلف أنواع الأسماك.
وأوضحت المصادر أن بعض خياطي شباك الصيد بالجر والسردين، الدين يشتغلون في ( الباراسيون ) أي عمليات الخياطة الكبيرة، التي تخضع لها شباك الصيد المختلفة بميناء أكادير ، يعمدون إلى القيام بخياطة ما يصطلح عليه ب “الترامبا”، أو الشباك الجيبية بمختلف الأحجام، من أجل بيعها لصنفي الصيد بالجر و الصيد بأعالي البحار، هؤلاء الدين يعتمدونها حسب التصريحات المتطابقة ، في عمليات الصيد الغاشم ، و الصيد الجائر ،والغير قانوني .
و تكاد تجزم المصادر المطلعة، التي تحدثت في إتصال هاتفي بالبحرنيوز، أن ظاهرة الترامبا متفشية بامتياز بين مراكب الجر من الصنفين ، وأن عددا مهما من مراكب الصيد البحري بالجر تعتمدها ، حيث يكون لون الخيط الذي تشكل منه هذه الجيوب يضيف المصدر المهني، يتماشى مع لون الشباك التي تعتمده أصلا في الصيد، حتى يتم تمويه أجهزة المراقبة في البحر أثناء عمليات الجر ، أو بعد سحب الشباك إلى المراكب.
و تعتمد جل مراكب الصيد بالجر المختلفة من الصنفين وفق ذات المصادر المطلعة ، على الترامبا ذات العيون الضيقة، التي تشتغل بها مراكب صيد السردين ، بحيث يتم خياطة جيوب بعيون ضيقة ، يتم تثبيتها داخل الجيوب الأصلية لمراكب الصيد بالجر، من أجل تحصيل جميع أصناف الأسماك التي تعلق بذات الشباك، مهما كانت الأحجام ، ما يؤثر سلبا على الأسماك الصغيرة و الكتلة الحية و البيئة البحرية .
و عزى أحد ربابنة الصيد بأعالي البحار في تصريح لجريدة البحرنيوز ، دوافع الربابنة إلى استعمال الشباك الجيبية ذات العيون الضيقة رغم عدم قانونيتها ، إلى السعة الكبيرة للشباك المسموح بها في الجر ، والتي لن تكون مجدية في عمليات الصيد ، و لن تكون حصيلة الصيد في مستوى تطلعات المهنيين ، لتغطية مصاريف الرحلات البحرية ، ومستحقات رجال البحر.
وفي موضوع متصل تساءل الربان العارف بخبايا شباك الصيد، عن الأسباب الكامنة وراء عدم توحيد الشباك القاعية في الصيد بالجر بنفس حجم العيون ، و كدا عدم جزم المعهد الوطني للبحث في الصيد، وإصدار كلمة الفصل بين الأسلوب الكوري و غريمه الأسيوي و وكدا الاسباني، التي تعتمدهم مراكب الصيد بالجر في السواحل المغربية ، للحد من التلاعبات التي تهدد البيئة البحرية و الكتلة الحية ، لضمان الاستدامة ، في أفق الحد من الجرائم البحرية التي ترتكب في حق الأسماك الصغيرة .
و يتراوح ثمن الشباك الجيبية الممنوعة بين 1000 و 1500 درهم، حسب الطلب والجهة التي طلبته ، ليتم دسها بعيدا عن أعين أجهزة المراقبة، داخل خزانات البنزين الفارغة ، وفي غرف المحركات ، كما أن أجهزة المراقبة تعتمد فقط قياس أعين الشباك في الموانئ قبل انطلاق مراكب الصيد، نحو مصايد التهيئة برسم مواسم صيد الإخطبوط .
وفي موضوع متصل أشارت المصادر أن فئة خياطي الشباك أو ramendeur ، يواجهون معانات حقيقية ضمن حرفة خياطة الشباك، في غياب اعتراف من الوزارة الوصية، وما يرافق ذلك من غياب لمقومات “المهني”، من التوفر على خدمات التغطية الصحية، والتعويضات العائلية، و التسجيل لدى صندوق الضمان الاجتماعي ، و استمرارية العمل دون انقطاع.