دراسة جديدة بأبعاد أكاديمية تكشف جانبا من أسرار الأخطبوط الشائع في المياه الأطلسية الجنوبية للمغرب

0
Jorgesys Html test

نال الطالب الباحث إبراهيم أوبهاعلي شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدًا، وذلك عقب مناقشة أطروحته العلمية يوم الإثنين 7 يوليوز 2025 بكلية العلوم التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، أمام لجنة علمية مختصة في علوم البحار.

وقد تمحورت الأطروحة حول موضوع: “التوزيع الزمكاني للأخطبوط الشائع (Octopus vulgaris) والبيولوجيا التكاثرية له بجنوب سيدي الغازي”، حيث شكلت دراسة ميدانية معمقة تسعى إلى الإسهام في فهم دينامية هذا المورد البحري الحيوي، بما يعزز أسس التدبير المستدام لمصايد الأخطبوط بالسواحل الجنوبية.

وركزت الدراسة على تتبع النمط التوزيعي والبيولوجي للأخطبوط الشائع في المنطقة الأطلسية جنوب سيدي الغازي، مع تحليل الفروقات البنيوية بين مصطادات الصيد التقليدي والصيد الساحلي. وقد اعتمد الباحث في دراسته، على معطيات ميدانية جُمعت من خلال رحلات صيد على متن مركب صيد بالجر في أعالي البحار، إضافة إلى تحليل دقيق لـ 600 عينة من الأخطبوط تم اختيارها عشوائيًا من مصطادات الأسطولين.

وأظهرت نتائج الأطروحة عدة معطيات هامة، من أبرزها وفرة الأفراد متوسطة الكتلة مقارنة بالكبيرة، مع ضعف ملحوظ في مردودية الصيد الليلي مقارنة بالنهاري. إلى جانب تفوق مردودية رحلات الصيد الشتوية مقارنة بالصيفية، مما يؤكد تأثير الموسم في وفرة وتوزيع المخزون. مع تسجيل أعلى معدل لصيد صغار الأخطبوط (35.61 كغ/ساعة) على أعماق تقل عن 30 مترًا، في حين تم اصطياد الأفراد الكبيرة في أعماق تتجاوز 75 مترًا بمعدل 11.05 كغ/ساعة.

وعلى مستوى الحجم التجاري، فقد استهدف الصيد التقليدي الأفراد من الفئات المتوسط  (T3 إلى T5) في حين هيمنت الأحجام الصغيرة (T6 إلى T8) على مفرغات الصيد الساحلي. كما سجلت الدراسة اختلافات معنوية في نسبة الجنس بين الأسطولين؛ إذ بلغ معدل الذكور في الصيد الساحلي 1.14 ذكر لكل أنثى، بينما سجل الصيد التقليدي تفوقًا نسبيًا للإناث بنسبة 0.91 ذكر لكل أنثى. وقد قدّرت الدراسة حجم النضج الجنسي الأول للأخطبوط بناءً على طول العباءة الظهرية ووزن الجسم، حيث بلغ متوسط النضج لدى للإناث 15.75 سم و563.08 غرامًا، مقابل 14.98 سم و370.56 غرامًا للذكور.

وتُعدّ هذه الدراسة مرجعًا علميًا يفتح آفاقًا جديدة لفهم دينامية مخزون الأخطبوط الشائع في الجنوب المغربي، كما خلصت إلى توصيات عملية من أبرزها الحد من استخدام القارورات البلاستيكية (الغراف)، لما لها من أثر سلبي في استهداف الإناث، وبالتالي الإخلال بالتوازن البيولوجي للمصيدة. مع الدعوة إلى تحسيس وحدات الصيد بالجر حول الأضرار التي تسببها الشباك المزودة بجيب مزدوج ذي عيون صغيرة، لما لها من تأثير في استنزاف صغار الأخطبوط. فيما تمثل أطروحة الدكتور إبراهيم أوبهاعلي إضافة نوعية إلى الأبحاث الوطنية حول الرخويات، كما تؤكد الحاجة الملحة إلى ربط البحث العلمي بمجهودات التسيير المستدام للثروات البحرية، في أفق ضمان استمرارية المصايد وتثمين الموارد وفق مقاربات بيئية واقتصادية متكاملة.

يذكر أن اللجنة العلمية التي أشرفت على مناقشة الأطروحة قد تكونت من الأساتذة ، سعيد باريجال  رئيسًا  إلى جانب نرد بناس، حسن سكار، أحمد طاهري مقررين ، كما ضمت  كل من محمد مراني علوي، و يونس سعود ممتحنين. فيما تم  إنجاز هذا العمل العلمي تحت إشراف الأستاذ مصطفى أكيسو، الذي واكب الباحث في مساره الأكاديمي.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا