أوقفت مراكب الصيد الساحلية مختلفة الأصناف، من السردين، والجر، فضلا عن الصيد بالخيط، بمجموعة من الموانئ أنشطتها البحرية بسبب مناسبة عيد المولد النبوي الشريف، الذي يعتبر مناسبة دينية كبيرة في قلوب البحارة، واهتماما خاصا لما يختزله من رمزية دينية، تكرس إبراز معالم الهوية الإسلامية، والتقاليد المغربية الراسخة في قلوب البحارة، و أهاليهم.
وبرغبة أكيدة، وملحة أوقفت مراكب الصيد الساحلي أنشطتها البحرية في موانئ الداخلة، والعيون، و طرفاية، و طانطان، فضلا عن سيدي إفني، والتحق البحارة بأهلهم وذويهم في مختلف المناطق، والمدن الداخلية. حيث لوحظ نوع من الضغط على الوكالات البنكية، كما لوحظ أيضا توافد المجهزين، وازدحامهم لسحب أموال مبيعات المراكب.
والتحق البحارة بمكاتب الحسابات، المكلفة بتصفية مستحقاتهم، بعد خصم كلف الرحلات البحرية التي نفذتها المراكب خلال هدا البياخي من المحروقات، والمؤن الغدائية المستهلكة طيلة عملهم بالموانئ المذكورة، فضلا عن المبالغ المالية التي يتم صرفها في المختلفات ما يطلق عليها في القاموس البحري (الذيبير ) Divers، و التي تكون غالبا مصاريف غير مبررة بفواتير. إذ ان حصصا كبيرة منها تقدم على شكل علاوات، مقابل خدمات مختلفة. وترى البحارة لدى ما يعرف ب ( إذ بولحساب ) أي المعني بحساب المركب، حيث لا حديث إلا عن قيمة الباي، أي الحصة التي حققها كل بحار على حدة.
و من خلال الحديث مع البحارة يمكنك، التقاط عدد من الإشارات المختلفة، عن الحسابات المالية للمراكب، من خلال مقارنة حجم المبيعات، واعتبار تحقيق قيمة 100 درهم في المليون الواحد على الأقل، حتى يتيقن البحار أن الأمور مضبوطة. وفي حالة العكس ترى تدمرا شديدا بعبارة “الحساب مخارجش”. وهي معادلة صعبة في حالة كان استهلاك المحروقات مرتفع، وارتفاع عدد الحصص المالية في نفس المركب، ما يعكس أحكاما مختلفة على مول لكراج، وتهم موجهة للربان، الذي يكون تحت إمرة الربان بطبيعة الحال.