بقلم: عمار الحيحي*
طفا جدل ولغط كبيرين في الأيام الآخيرة بسبب مشروع قرار لوزارة الصيد البحري، يروم إعتماد رسم جديد لدعم عمليات الإنقاذ البحري بسواحل المملكة، بين محبد لهذا الإجراء و بين من ينتقده بسبب عدم عدالته.
ويرى منتقدو المشروع الجديد أن أكثر من 2000 قطعة المشكلة لأسطول الصيد الساحلي ( السردين- الجر والخيط ) هي من ستكتوي بنار إقتطاع إظافي تصل نسبته 0.25 في المائة، التي وردت في مشروع القرار من حجم مبيعات المراكب، التي تعرف إستنرافا كبيرا منذ سنتين جراء فاتورة تكاليف الإنتاج الفاحشة، التي أتت على الأخضر واليابس..
وفي الوقت نفسه يرى منتقدو مشروع القرار الجديد، أن الواجب السنوي المحدد في 5000 درهم لسفن الصيد بأعالي البحار وسفن الصيد بالمياه المبردة ( البلاجيك – RSW ) يبقى غير منطقي بحكم العائدات السنوية الكبيرة لهذين الأسطولين….!! لكن ما هو مؤكد أن وحدات الإنقاذ بموانئ المملكة في الغالب يستفيد من تذخلاتها الأسطولين الساحلي والتقليدي. ومن هنا حسب إعتقادي جاءت صيغة حجم الإقتطاعات التي إعتمدها مشروع القرار الجديد لكل صنف….
منظومة الإنقاذ البحري في صيغتها الحالية، تعتمد جمعيات محلية لتسييرها، حكامتها تشوبها مجموعة من الإختلالات، حيث تبقى جد قاصرة للقيام بهذا الدور المحوري، ببلد فيه الصيد البحري يتموقع ضمن 15 الأوائل عالمياً، بأسطول وطني يفوق 2500 قطعة ناهيك عن أزيد من 16000 قارب للصيد التقليدي..
التحدي الكبير الذي ينتظر الحكومة المغربية ممثلة في وزارة الصيد البحري، ليس مشروع قرار يروم الزيادة في حجم الإعتمادات المالية المخصصة لمنظومة الإنقاذ البحري فحسب، بل الإصلاح الجدري والهيكلي لهذه المنظومة، وجعلها جهازا وطنيا متكامل الأركان، على شاكلة جهاز الوقاية المدنية ولنا في منظومة الإنقاذ الإسبانية الرائدة عالمياً ( سالبامينتو ماريتيمو Salvamento maritime ) خير مثال…
إن الإنقاذ البحري منظومة قائمة الذات، تلزمها تكوينات نظرية وتطبيقية صارمة على أعلى مستوى ونجاعتها لن تقوم لها قائمة، دون التكامل والتنسيق بين ما هو بحري فوق عرض البحر والتذخل الجوي العاجل، لأن السرعة ضرورية في التدخلات التي تقع فيها الحوادث بعيدا عن الموانئ التي ترسو فيها وحدات الإنقاذ. هذه الآخيرة التي تلزمها ساعات طويلة من الإبحار للحلول بإحداثيات هذه الحوادث…!
فالمطلوب اليوم هو الجرأة في تشخيص الأعطاب، أما التمويل فلن يقف ضده أي عاقل يرى فيه المصلحة العليا للبلاد و لعباد….
*كتبها للبحرنيوز عمار الحيحي ربان صيد مدون وناشط مدني مهتم بقضايا الصيد البحري