رغم أن ميناء الصيد بمدينة المحمدية يعتبر من حيث الكينونة الزمنية التي تعود إلى سنة٬ 1913إلا أن عملية التوسيع و التطوير التي شهدها سنة ٬1979 بعد إنشاء مصفاة سمير سنة 1961. وأصبح يسير من طرف الوكالة الوطنية للموانئ جعلت ميناء الصيد يتحول إلى مرفق شبه ثانوي٬ قياسا للأنشطة غير الصيد التي تتم بالميناء٬ ومع ذلك فإن أرباب قوارب الصيد لا يزالون متشبتين بكونهم الأصل فيما عادهم فهم الفرع.
نشاط الميناء وبنياته التحتية: يتجاوز ميناء المحمدية الذي يمتد على مساحة تقدر ب 60 هكتار في نشاطه السنوي 10 ملايين طن.أي بنسبة 90 في المائة من النشاط الوطني بالموانئ الوطنية من مادة الهيدروكاربون٬ كما يعتبر الأول من حيث كونه ميناء نفطيا٬منها 65 في المائة من النفط الخام٬و 25 في المائة من النفط المكرر٬ و9 في المائة من غاز النفط المسال٬ و1 في المائة من المواد الكيميائية. وتم بناء الميناء ليستجيب لمتطلبات الحاضر والمستقبل٬ لذا تم تعزيزه ببنيات تحتية هامة وضخمة. ما يمكن من استقبال ناقلات النفط الضخمة. فالمرسى النفطي عبارة عن قنطرة مبنية على 274 أساس إسمنتي٬ ومنصة تفصل بين مركزين نفطيين٬ ”أ“ و“ب“ بعمق يصل إلى 18 متر٬ هذين المركزين تم إعدادهما لاستقبال ناقلات النفط الخام٬والمواد المكررة٬والبواخر الناقلة للغاز.
وسائل الوقاية: تهتم الوكالة الوطنية للموانئ في ما يخص بسبل الوقاية بالميناء٬ بجانبين أساسيين٬ الأول ويتعلق ”بالباليستاج“ ٬ وفي هذا الصدد تم تجهيز الميناء بمركز يستقبل مياه ”البالاست“ ومخلفات الهيدروكاربون الناتجة عن توقف البواخر النفطية التي تتردد على الميناء٬ ويتراوح صبيب المياه الواردة من 350إلى 750 م3 في الساعة٬ ويتم معالجتها وتسريبها وفق الضوابط الدولية في هذا المجال. وبالنسبة لمحاربة التلوث فإن التجهيزات المتوفر تمكن من محاربة الفرشات العائمة من الهيدروكاربون. كما أن الجهات المشرفة على الميناء تولي أهمية إلى الأمان بالميناء٬ فالأمن بميناء المحمدية مطابق ل (code(I.S.P.S منذ فاتح شتنبر ٬2004 ويتوفر على خطتين استعجاليتين لمحاربة التلوث والحرائق٬ وكلها مطابقة للقوانين الدولية. حيث يتم الاستعانة بجهاز مراقبة بواسطة الكاميرات٬مبني على التواصل الهيتزيري.الخ. وفي مجال محاربة الحرائق يتوفر الميناء على مركز إنقاذ يعمل فريقه 24 ساعة على أخرى٬ بوسائل ثابة وأخرى متحركة٬ وشبكة مياه تغذي شبكة من خيوط الأنابيب تغطي مجموع جوانب الميناء٬وتجهيزات متطورة أخرى.
ميناء الصيد: يمتد ميناء الصيد الذي تم إنشاؤه سنة 1913 على مساحة 3هكتارات٬ ويشتغل فيه ما يقارب 70 مركب صيد ساحلي٬ نصفها تقريبا ينحدر من مدينة المحمدية٬ على أن عدد المراكب النشيطة بالميناء فيناهز عددها 300مركبا. ويشتمل ميناء الصيد على ثلاثة سدود٬ورصيفين خاصية بالمراكب٬ إضافة إلى عدد من البنيات الفوقية المرتبطة ببيع السمك٬ وتبريده٬ إضافة إلى محطة البنزين. وحسب أخر إحصائيات٬ فإن اليد العاملة المشغلة بميناء الصيد التقليدي تناهز 1000 بحار نشيط٬ ونصف هذا العدد ينشط في السيد الساحلي. ورغم أن الأمور تبدو عادية في العلاقة بين ميناء الداخلي وميناء الصيد٬ إلا أن واقع الحال يشير إلى تداخل بين المينائين٬ فميناء الصيد قريب جدا من مرسى الميناء الداخلي ”1و2و3′′ الذي يستقبل بواخر البوطان أو الغاز. وإذا كان عدد قوارب الصيد كبيرا٬ فإنه يشكل عائقا أمام مناورات رسوا البواخر الكبيرة الحجم٬ المحملة كما أشرنا بمادة البوطان أو الغاز. ورغم كل الاحتياطات الأمنية المتخذة بالميناء الداخلي والتي أشرنا لها في السياق أعلاه. يبقى سهولة ولوج ميناء الصيد٬ من سهولة ولوج الميناء الداخلي٬ على اعتبار من تمكن من ولوج ميناء الصيد يمكنه بلوغ البواخر الأجنبية الراسية بالميناء الداخلي عوما٬ لقصر المسافة المائية؟؟؟
السعيد بنلباه