شارك عبد البليهي رئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي بإعتباره عضوا بالمكتب التنفيدي للكنفدرالية الافريقية لمنظمات الصيد البحري التقليدي، مؤخرا في روما الإيطالية، في أشغال اجتماع للمكتب التنفيدي للهيئة العامة لمصائد البحر الأبيض المتوسط، وأيضا بالقمة العالمية للصيد البحري التقليدي، التي احتفلت بالدكرى العاشرة للخطوط التوجيهية الطوعية لضمان استدامة مصايد الأسماك الصغيرة النطاق، التابعين لمنظمة الاغدية والزراعة.
ووصف عبد الله بليهي في تصريح للبحرنيوز أشغال هذه اللقاءات بالمثمرة لاسيما وأن هذا النوع من اللقاءات يتيح التواصل والإلتقاء مع جميع مهنيي الصيد في العالم من أمريكا اللاتينية وأوربا وأسيا وإفريقيا .. ما يشكل فرصو للتداول في أوضاع المصايد والخوض في مختلف المشاكل والتحديات التي تواجه الفاعلين لاسيما في الصيد التقليدي، وخاصة في تفاعلهم مع باقي الأساطيل والأطراف الصناعية.
وأكد عبد الله بليهي أن الهاجس الكبير الذي سيطر على اشغال هذه اللقاءات يبقى ممثلا في نذرة المخزون السمكي بمختلف البلدان الساحلية، حتى أن بعض البلدان التي كانت تعرف وفرة في المخزون السمكي بما فيها المغرب، هي اليوم تعاني وخاصة على مستوى الأسماك السطحية وكذلك المصايد التقليدية. حيث سجل عبد الله بليهي أن مداخلته كان في توصيف التعاون بين الإدارة ومهنيي الصيد التقليدي، وهو التعاون الذي تشوبه الكثير من التشنجات، الناجمة عن المواجهات مع الفاعلين في باقي الأساطيل النشيطة بالسواحل المغربية.
وشدد بليهي على ضرورة إشراك الفاعلين المهنيين والصيادين في التشاور ، والإستماع بشكل مباشر ومن دون وساطات لمشاكلهم الحقيقية وتحدياتهم الواقعية على مستوى المصايد ، لاسيما وأن مهنيي الصيد هم أدرى بواقع الحال ، كما يملكون تصورات نابعة من التجربة ، قد تشكل مقترحات حلول لعدد من القضايا القطاعية والمشاكل المستجدة على مستوى المصايد .
واشار عبد الله بليهي، أن على هامش هذه المشاركة التي وصفها بالهامة بالنظر لقيمة المناقشات الآنية، كان له لقاء مع مدير الهيئة العامة بالبحر الأبيض المتوسط، حيث تم رفع توصية تطالب بإيجاد حلول للبحر الأبيض المتوسط، بالنظر لإنذثار العديد من الأصناف السمكية بالواجهة المغربية، حتى ان كثيرون بما فيهم مسؤولون أصبحوا يؤكدون ان المصايد المتوسطية أصبحت منكوبة وتحتاج لإراحة طويلة، فيما إنقد عبد الله بليهي في ذات السياق تأخر المعهد ومعه سلطات القرار في إخراج مخططات وطنية خاصة بالبحر الأبيض المتوسط، تعيد التوازن للمصايد المحلية.
وتطالب منظمة الأغذية والزراعة “فاو” في مالحكومات وواضعي السياسات إلى المبادرة بالعمل من أجل الإرتقاء بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، حيث أوصت المنظمة الحكومات في وقت سابق بتعزيز البرامج القطاعية الحالية التي تُعنى بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية الصغيرة النطاق، لتحسين مهاراتها الإنتاجية ومساهمتها في الأمن الغذائي، مثلاً عن طريق وضع خطط عمل وطنية لدعم تنفيذ الخطوط التوجيهية الطوعية لضمان استدامة مصايد الأسماك صغيرة النطاق في سياق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر.
كما تشدد المنظمة على إدراج تدابير التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه في جميع السياسات والخطط والبرامج والمشاريع الحرفية الصغيرة النطاق المتعلقة بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية الصغيرة النطاق، وأن تعزز قدرات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية على التكيف مع المناخ، وذلك لفهم المجالات والسُبل التي يمكن أن تسهم من خلالها المصايد في التصدّي لأثر تغير المناخ وغيره من التأثيرات الخارجية على النظام الغذائي، مثلًا من خلال تطبيق ممارسات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية القائمة على الطبيعة التي لها فائدة إضافية في المحافظة على الموارد واستغلالها استغلالًا مستدامًا. كما ينبغي للحكومات أيضًا وفق ذات التوجيهات، أن تدعم تنويع سبل المعيشة في المجتمعات المحلية التي تعتمد على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية الصغيرة النطاق، مع مراعاة أثر تغير المناخ.
