وضعت ثلة من مركب الصيد الساحلي صنف السردين لمستها ضمن المبادرات التي تحمل خطوة تضامنية مع ضحايا الزلزال المدمز الذي حصد المئات من الأرواح بمناطق مختلفة بوسط المملكة.
وعبر الفاعلون المهنيون عن تضامنهم المطلق مع أسر الضحايا والمنكوبين والمفقودين، بحيث تم تجميع قدر مالي، في إطار تضامني للتخفيف من وطأة الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات التي خلفتها الكارثة الطبيعية، مؤكدين إستعدادهم للمشاركة في مختلف المبادرات الإنسانية وتكريسًا لمفهوم التكاثف والتعاضد بين مكونات الشعب.
وأفادت تصريحات متطابقة لربابنة الصيد، أن العطاء الإنساني، يمتد مجهوده على مستوى التبرعات، والدعم والمؤازرة، للتخفيف من وطأة المعاناة وشظف العيش، ومصاعب الحياة، تعزيزاً للقيم الإنسانية وتكريسًا لمفهوم التكاتف والتعاضد والتضامن لرجال البحر، خصوصا وأن التاريخ يحتفظ لرجال البحر ومهنيي الصيد بكثير من المبادرات الرائدة. فيما أشارت ذات التصريحات أن الخطوة التضامنية التي تطوع لها مهنيو الصيد البحري الساحلي بطانطان، لدعم المناطق المتضررة، للتخفيف عن العائلات المكلومة واستجابة للإنسانية، وللضمير المهني، باعتبار البعد الأخلاقي والإنساني.
إلى ذلك وفي موضوع متصل ترأس رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أمس الاثنين بالرباط، الاجتماع الخامس للجنة البين وزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز. حيث ذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أنه، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، تقرر البدء في صرف المساعدات الاستعجالية المحددة في 2500 درهم شهريا لمدة سنة، لفائدة الأسر التي انهارت منازلها جزئيا أو كليا، وذلك ابتداء من 6 وإلى غاية 16 أكتوبر الجاري.
وأضاف المصدر ذاته أنه يمكن للأسر المتضررة من الزلزال، والتي لم تتوصل بالمساعدات المالية خلال الفترة المذكورة، تقديم ملتمس في الموضوع لدى اللجان الإقليمية المعنية قصد دراسته والبت فيه. كما قررت اللجنة، يؤكد البلاغ، إطلاق عملية تأهيل الطرق وتوسعتها، حيث ستشمل هذه العملية في مرحلة أولى أشغال فتح وتوسيع الطريق الرابط بين ويرغان وثلاث نيعقوب والطريق الرابط بين تيزي نتاست وتفنكولت، وكذا مباشرة تقديم الدعم للفلاحين من أجل إعادة تشكيل القطيع الوطني، ودعم الشعير والأعلاف المركبة بالمناطق المتضررة.
وتقرر أيضا التنزيل الآني وبطريقة التقائية لمشاريع إعادة الإعمار ذات الطابع الاستعجالي، عبر إطلاق الدراسات المعمارية والتقنية، والتي تشمل على الخصوص، إعادة وبناء وتأهيل أكثر من 1000 مدرسة، وتأهيل 42 مركزا صحيا للقرب، وتقوية دعامات المآثر التاريخية وتأهيل المساجد والزوايا والأضرحة.
وأشار البلاغ إلى أنه بهدف تتبع وتمويل هذه المشاريع، التي ستهم قطاعات التعليم والصحة والتجهيز والسكن والثقافة والسياحة والفلاحة والأوقاف، تقرر فتح اعتمادات بقيمة2.5 مليار درهم من مخصصات الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال (126)، وذلك من أجل المباشرة الفورية لتنزيلها.
وخلال هذا الاجتماع، أكد أعضاء اللجنة، أن الحكومة، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، ماضية بكل عزيمة، في تنزيل برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، مشيرين إلى أنها باشرت فعلا تنزيل المشاريع الاستعجالية.
ودعا رئيس الحكومة، حسب المصدر ذاته، مختلف القطاعات المعنية، إلى مواصلة التعبئة القوية بهدف التنزيل السريع والأمثل لمختلف محاور البرنامج المندمج، والذي بالإضافة إلى أنه سيُمكّن من تجاوز مخلفات الزلزال وإعادة الإعمار، سيشكل قفزة نوعية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسكان المناطق المتضررة من الزلزال.