عقدت اللجنة الميدانية التي يترأسها مندوب الصيد البحري بالجبهة، صباح اليوم السبت 20 شتنبر 2025، لقاءً ميدانياً مع ممثلي تعاونية سيدي يحيى الورداني، خصص لتدارس الأوضاع المهنية بقرية الصيد تكموت، التابعة لنفوذ المندوبية، وذلك في إطار مقاربة تشاركية تروم تشخيص التحديات الميدانية واقتراح حلول واقعية تتماشى مع القوانين والأنظمة المعمول بها.
وشكّلت هذه الزيارة جزءاً من سلسلة من الجولات الميدانية التي أطلقتها المندوبية، والرامية إلى رصد الأوضاع المهنية بمختلف نقط الصيد البحري التابعة لها، والوقوف عن كثب على الإكراهات التي تواجه المهنيين في أداء مهامهم اليومية.
وفي تصريح خص به جريدة “البحر نيوز”، أكد السيد نجيب احناش، رئيس تعاونية سيدي يحيى الورداني، أن هذه المبادرة الميدانية تعكس إرادة واضحة لتحسين ظروف العمل بقطاع الصيد التقليدي، عبر الإصغاء لمطالب المهنيين، ورصد الإشكاليات المطروحة ميدانياً، خاصة تلك التي تكتسي طابع الإلحاح والاستعجال لضمان ديمومة النشاط البحري، باعتباره موروثاً ثقافياً واقتصادياً ضارباً في عمق التاريخ المحلي.
وأشار احناش إلى أن أحد أبرز الإكراهات التي تم طرحها خلال هذا اللقاء، يتعلق بغياب مستودعات مخصصة لتخزين معدات الصيد، ما يضطر المهنيين إلى حمل المحركات والشباك لمسافات طويلة بهدف تأمينها، في ظل تزايد حالات السرقة وتعرض الشباك لأضرار جسيمة نتيجة العوامل المناخية القاسية، من قبيل أشعة الشمس المباشرة ورطوبة الساحل.
كما أكد رئيس التعاونية أن مهنيي قرية تكموت يعوّلون على هذه اللقاءات لتكون منطلقاً حقيقياً لتنمية شاملة تطال مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية واللوجيستيكية للقطاع، مشيراً إلى أن اللجنة الميدانية باشرت عملية إحصاء دقيقة للقوارب المتقادمة التي أصبحت تشكل عبئاً على أصحابها وتحتاج إلى تجديد.
وقد أفضت هذه العملية إلى إحصاء أربعة قوارب للصيد التقليدي بقرية تكموت تحتاج إلى التجديد، إلى جانب قاربين بقرية الصيد سيدي فتوح، وقاربين آخرين بميناء الجبهة، وهو ما يتطلب تدخل الجهات الوصية لإطلاق برامج دعم تشمل إعادة تأهيل وتجديد هذه القوارب بما يضمن سلامة واستمرارية نشاط الصيد التقليدي في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تندرج ضمن استراتيجية المندوبية الرامية إلى دعم استدامة قطاع الصيد البحري، عبر تعزيز البنية التحتية وتحسين الظروف المهنية والاجتماعية للبحارة والمهنيين، في إطار رؤية تنموية شاملة ومندمجة.