على وقع التكريم والإعتراف ودّعت هيئات مهنية بالداخلة، مصطفى أوشكني مندوب الصيد البحري المنتهية مهامهة بالدائرة البحرية وقد ألبسته دراعة صحراوية ، بعد أن حكمت عليه الحركة الإنتقالية بالرحيل لمواصلة المشوار بنفس المهام بالدائرة البحرية لأكادير .
وتعددت الشهادات التي أدلت بها المكونات المهنية، إذ أجمعت كلها على أن الرجل كانت لمسته واضحة على مستوى التدبير الإداري بأحد الموانئ الحيوية على مستوى المملكة، رغم ما عاشه هذا الميناء من تقلبات، منها ما هو مرتبط بتحديات المصايد ومنها ما هو مرتبط بالصيد غير القانوني وغير المنظم وغير المصرح به ، لاسيما إشكالية تفريخ القوارب غير القانونية. لكن كان للمندوب الجرأة والكاريزما بقول الحقيقة بخصوص هذا الملف، الذي ظل يعتبره ملفا وجبت معالجته من طرف مصالح وزارة الداخلية. حيث سيغادر مصطفى اوشكني الداخلة وقد خلف وراءه إحصاءا يسمي الأمور بمسمياتها وفق حصيلة رقمية، سيكون على خليفته مواصلة العمل من أجل إيجاد حل لهذا الملف الشائك وفق توصيات جوهرية، عادة ما تمرّر في تبادل المهام .
ووفق ذات الشهادات التي تداولها اللقاء، فإن مجموعة من من الملفات صاحبت تواجد الرجل، الذي كان شاهدا على تطور مصيدة التناوب ، وإقرار أول راحة بيولوجية للأسماك السطحية الصغيرة ، وكذا القرار الصادم بعد توقيف نشاط الصيد التقليدي بأربعة قرى للصيد بسبب أزمة الأخطبوط، حيث سيدكر التاريخ المهني بالداخلة لمصطفى أوشكني مواقف صارمة لم تكن عدائية كما إعتبرها البعض، وإنما هي قرارات فرضتها طبيعة المهام الإدارية ، تماشيا مع التوجيهات الإسترتيجية للدولة لإستدامة المصايد، وحماية قطاع يعد من ركائز التنمية المجالية بالمنطقة.
مصطفى أوشكني يغادر اليوم ميناء الداخلة، وسط إشادة قوية في الأوساط المهنية ، كما ترجمتها كل من جمعية البحث و إنقاد الأرواح البشيرة بالبحر وجمعية واذ الدهب للصيد و المحافظة على البيئة، إلى جانب عدد من الفاعلين الآخرين ، لوضع حد لمرحلة إدارية ستخلُفها العلاقات الإنسانية التي تم نسجها مع المندوب الإنسان ، والتي ستتواصل بمحفزات جديدة. حيث لن ينسى مصطفى أوشكني الإستقبال الحار الذي خصته بها ساكنة الداخلة بمهنييها ومسؤوليها وهو قادم من عاصمة ايت باعمران، والذين كانوا جميعا حسب تعبير أوشكني، مصدر تحفيز وإلهام وتشجيع ، كما يعود لهم الفضل في النضج الذي أصبح عليه الرجل ، وهو اليوم على أعتاب أحد أكبر الموانئ الإسترتيجية على مستوى قطاع الصيد البحري بالمملكة .
وتدرج مصطفي أوشكني بمجموعة من المندوبيات كإطار بمندوبية الصيد البحري بطانطان، ثم مندوب فرعي بطرفاية عن الدائرة البحرية للعيون، قبل أن يعين رئيس مصلحة للصيد البحري بآسفي في أول مهمة من هذا الحجم في السيرة الإدارية للرجل، ثم مندوبا بسيدي إفني، التي سينتقل منها في سنة 2018 الى الداخلة. هذه الآخيرة وبعد أربع سنوات ستسلمه مفاتيح مندوبية الصيد بأكادير خلفا لإدريس التازي التي تم تعينه مديرا للتكوين البحري ورجال البحر والإنقاذ ، حيث يتواصل طموح أوشكني ليجعل من الحضور بأكادير قنطرة يتطلع من خلالها الوصول إلى مناصب أكثر أهمية في السلم الإداري.