يعيش ميناء الوطية في الآونة الآخيرة أحد أزهى فتراته في السنوات الآخيرة، بفعل التحسن الملحوظ في مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، التي تقدّم مند أيام، مؤشرات قوية على مستوى السخاء ، والتي كان لها الأثر الإيجابي على نشاط مراكب السردين بالمنطقة.
وكشفت مصادر عليمة على المستوى المحلي، أن ميناء المدينة يعيش إستقرارا على مستوى المفرغات السطحية الصغيرة، بكميات تتراوح بين 800 و1600 طن كحصيلة يومية، يتم تفريغها من طرف 67 مركبا تنشط اليوم في الميناء. تبحر في المنطقة الممتدة بين 20 و45 ميلا غرب الميناء كفضاء خصب يغري الفاعلين ، ويعد بموسم إستثنائي بالمنطقة ،
وبالنظر لجودة مفرغات السردين وتنافسية القالب التجاري “المول”، بإعتبار الأحجام المفرغات تتراوح في عمومها بين 14 و20 وحدة في الكيلوغرام، فإن غالبية الأسماك تجد وجهة التصنيع والتصبير ، كوجهة أساسية، حيث يسود وعي قوي لدى الأوساط المهنية في التحكم بالإنتاج لمنع أي بورباج محتمل، بتوجيهات من المصالح الإدارية، حتى تبقى المفرغات في وضع متحكم فيه سواء على مستوى التصنيع أو التسويق. وهو ما تؤكده الطريقة السلسة التي يتم بها تدبير المفرغات ، على الرغم من العدد الكبير للمراكب التي تصل 67 مركبا بالميناء .
أحد ربابنة الصيد علّق على التوهج الذي تعرفه المصيدة بكونه ثمرة من ثمار الراحة البيولوجية البيمهنية، التي إمتدت لثلاثة أشهر مع بداية هذه السنة ، حيث أنه مند إستئناف نشاط الصيد بالمصيدة السطحية ، ظلت المراكب في نشاط مطرد ، وهو ما يقدم ردّا ميدانيا على “المعارضين” وفق توصيفه، هؤلاء الذين ظلوا يبخسون نظام الراحة البيولوجية، مبرزا أن إراحة المصايد من شأنه ان يجيب على كثير من التحديات، التي تواجه الأصناف السمكية المختلفة ، شريطة الإستثمار الإيجابي في هذه الراحة، عبر توفير مختلف الشروط التي تضمن لها النجاح، والتي يبقى أساسها الوعي المهني والصرامة الإدارية .
ونوهت تصريحات متطابقة لفاعلين مهنيين، بظروف العمل التي أصبحت تطبع الوسط المينائي، في إتجاه ضمان شفافية المعاملات وتخليق الممارسة المهنية، والقطع مع مختلف الظواهر التي ظلت تشكل عائقا من معيقات التنمية المحلية ، حيث يعد قطاع الصيد البحري رافدا من الروافد المهمة للإقتصاد الإقليمي .
وكانت مصايد طانطان قد عرفت في السنوات الماضية، استنزافا للثروات السمكية، جراء الصيد العشوائي والجائر حول الميناء لمجرد كراج للمراكب السردين . ما دفع بوزارة الصيد البحري إلى إقرار نظام الراحة البيولوجية بالمنطقة الشرقية، لوقف نزيف الصيد بهذه المصيدة، بإعتبارها مفرخة للأسماك حسب المهتمين ببيولوجيا الأسماك، لكونها تتمتع بعوامل مناخية ملائمة، وتوفر أنواع الأسماك السطحية كالسردين والانشوبا والاسقمري، وأنواع أخرى من القشريات والأسماك البيضاء.