إحتضنت مدينة الرباط يوم الأحد 15 يونيو منتدى وطني للجمعيات البيئية، الذي نظم بمبادرة من الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، حيت تم التأكيد على أن تعزيز حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة يقتضي بلورة جيل جديد من الشراكة مع المجتمع المدني الفاعل في مجال البيئة. البيئة البحرية بدورها كانت حاضرة في هذا المنتدى في شخص الجمعية المغربية لربابنة صيد الرخويات التي ساهمت بإقتراحاتها من أجل النهوض بالبيئة البحرية. وذلك إنطلاقا من تسليط الضوء على المشاكل والتجاوزات التي تشهدها البيئة البحرية، لاسيما بأعالي البحار.
وبهذف تسليط الضوء على طبيعة هذا الحضور إلتقينا سعيد زرهون رئيس الجمعية المغربية لصيد الرخويات وأجرينا معه الحوار التالي.
شاركتم في المنتدى الوطني للجمعيات البيئية، ما هي أهم الخلاصات التي خرجتم بها من خلال هذه المشاركة؟
خلص اللقاء بقناعة أكيدة على أن الإهتمام بالبيئة أصبح ضرورة ملحة لضمان تنمية مستدامة، وأن للمجتمع المدني دور أساسي و مهم في هذه المهمة، ولذا وجب تعزيز قدراته. و هذا ما أكدتهما على التوالي كلمتي كل من السيدة وزيرة البيئة و السيد وزير المجتمع المدني و كذا مداخلات السادة رؤساء الجمعيات البيئية. الأمر الذي ساهم و من خلال ثلاث ورشات، الخروج بتوصيات هامة ستمكن في حالة الإلتزام بها من دعم تأطير و تأهيل الجمعيات للقيام بدورها على أحسن وجه.
تعاني البية البحرية من مجموعة من المشاكل التي تهدد الأحياء المائية والتوازن البحري، من جانبكم كجمعية ما هي أهم التوصيات التي حاولتم التأكيد عليها في هذا الإتجاه داخل المنتدى؟
حضورنا في هذا المنتدى جاء لتسليط الضوء على أهمية الإهتمام بالبيئة البحرية، و خصوصا في أعالي البحار المصدر الأول لنسبة كبيرة من ثرواتنا البحرية. من هنا أكدنا على مطالبتنا بالتسريع في إنزال قانون البحار و المحيطات، على أساس أنه سيضع حد للخلاف حول الإختصاصات بين وزارتي الصيد البحري و البيئة.
قليلا ما نسمع عن مشاركة جمعيات تهتم بالشأن البحري في كهذه ملتقيات، الأمر الذي ينعكس سلبا على مجموعة من القرارات. تعليقكم زرهون؟
كما قلت في البداية وبعد الدستور الجديد، أصبح لذى الجميع قناعات على أن إشراك المجتمع المدني في تسيير الشأن العام أصبح ضرورة ملحة من أجل ضمان تنمية مستدامة. أما بخصوص مشاركة الجمعية في هذا المنتدى، فقد جاء تفعيلا للتوصيات التي خرجنا بها من اليوم الدراسي الناجح، الذي نظمناه تحت عنوان دور الربان في حماية البيئة البحرية.
تقوم عدد من السفن بإعادة رمي مصطاداتها، خصوصا في ظل ما يعرف بالصيد الخطأ ..وانثم كجمعية مطالبين بخلق توعية وسط صفوف البحارة ومعهم المجهزين بخطورة الأمر على الأسماك بصفة خاصة و البيئة البحري بصفة عامة، فكيف تتعاملون مع الموضوع؟
إننا لدينا اليقين على أننا لا يمكن أن نتكلم على أي نجاح في هذا الشأن بدون تضافر جهودنا، إدارة مجهزين و بحارة، و حضورنا في هذا المنتدى إضافة إلى اليوم الدراسي الذي نظمناه وحضر أشغاله أساتذة، مجهزين وربابنة، ماهي إلى خطوات في سبيل تسليط الضوء على أهمية تكثيف الجهود لحماية ثرواتنا البحرية بحماية بيئتها.
يراهن العالم ومعه منظمة التغدية العالمية على الأسماك كمستقبل التغدية في العالم في ظل إرتفاع عدد سكانه ، فإلى أي حد يعثبر هذا الرهان صائبا في ظل الإستنزاف الذي تعرفه المصايد بسبب إستعمال أساليب غير مشروعة ؟
بعد مرحلة العولمة، أصبح العالم جسد واحد لا يمكن أن يمرض عضو فيه دون أن يأثر على باقي الأعضاء، وبالتالي فإن حماية المجتمعات بضمان الإستدامة في المجال الغذائي أصبح مسؤولية دولية لضمان عدم تصريف الأزمات بين الدول.
كسؤال أخير سعيد، بعد طول إنتظار تم مؤخرا إقرار قانون الصيد الغير قانوني وغير مصرح به، إنسجاما مع التوجهات العالمية، فإلى أي حد يستطيع هذا القانون الحفاظ على الثروة السمكية ومعها حماية البيئة البحرية؟
القانون في حد ذاته يعتبر كافيا للمساعدة في الحفاظ على الثروة السمكية، غير أن ظروف و طريقة إنزاله هي التي ستأثر في نتائجه، دون أن ننسى رد الفعل السلبي للوبيات المستفيدة من الوضع الراهن، والتي ستعمل كل ما في وسعها لإفشاله.
