تشهد أرصفة ميناء أكادير مند أسابيع، رسو بعض سفن الصيد العاملة بالمياه المبردة RSW ، التي تخضع لعمليات الصيانة و الإصلاح و التأهيل لتمكينها من استئناف نشاطها البحري بالسواحل الجنوبية.
و تلجأ كل سنة من نفس الفترة، سفن الصيد العاملة بالمياه المبردة RSW، التي تشتغل بالمصيدة الأطلسية الجنوبية للأسماك السطحية بسواحل الداخلة، إلى ميناء أكادير، من أجل الاستفادة من خدمات الصيانة والإصلاح و تأهيل المراكب، لمزاولة نشاطها البحري في شروط السلامة.
وتراهن هده السفن على الخبرة، و الكفاءة المهنية التي توفرها شركات الإصلاحات بميناء أكادير، من خلال مجموعة من الخدمات المتخصصة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، باحترافية كبيرة، ومنهجية عالية. إذ تتمحور حول الدقة في التنفيذ، وبصفة منتظمة، لزيادة توفير جاهزيتها في وقت وجيز. كما أن السمعة الجيدة أكسبت بشكل موثق بيئة عمل شركات الصيانة، من خلال تحقيقها لأعلى مواصفات الأمن والسلامة المهنية. وهو ما يشجع على معاودة حضور السفن كل سنة.
وعلقت مصادر مأذونة في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن شركات الصيانة والإصلاحات بأكادير تنفذ خدمات مختلفة من الصباغة، و التلحيم، والتشحيم، و تغيير الأجزاء، و إصلاح الآليات المختلفة. ما يسهم في خلق دينامية حقيقية، ويوفر فرص شغل لليد العاملة بالمدينة.
وأوضحت في ذات السياق حسرتها، لإضطرار السفن العاملة بالمياه المبردة RSW، اللجوء إلى الموانئ الإسبانية، التي تتوفر على بنيات تحتية أساسية مهمة، تسمح برفع السفن الكبيرة الحجم، من الأحواض المائية إلى الأوراش الجافة. حيث يتم إصلاحها على مستوى الأجزاء السفلية.
وتعود السفن بعد ذلك أدراجها إلى ميناء أكادير لاستكمال عمليات الصيانة، بالخدمات الأخرى المختلفة، وهي راسية في الاحواض المائية للميناء. وهي خدمات تؤكد المصادر، تبقى ثانوية، رغم الكفاءة والخبرة الكبيرة، التين توفرهما أوراش أكادير، في ظل غياب أوراش الصيانة الكبيرة بالمعايير الحقيقية. وكذا غياب سياسة استثمارية، تدعم التنمية الاقتصادية للمنطقة، وتفتح هدا المجال الغائب عن أحد أهم الموانئ المغربية.
وجاء في تصريحات مهنية متطابقة، أن الصراعات، و الحسابات الضيقة، كانت من بين الأسباب الرئيسية في تأخر إطلاق مشروع الرافعة لفائدة مراكب الصيد الساحلي بميناء أكادير. ما يدخل المجهزين في دوامة الانتظار لشهور طويلة، أو اللجوء إلى الموانئ المجهزة، لإصلاح مراكبهم. فكيف يمكن أن يتحقق مشروع ورش جاف كبير بمعايير دولية، إدا لم تجد المراكب الساحلية ضالتها، في مثل هذه الخدمات، لتبقى الأسئلة معلقة إلى حين، و تبقى المقاربة المعقولة محجوزة في الأذهان.
و لم تخفي جهات مهنية تذمرها من التقليل من أهمية أوراش الصيانة و الإصلاح، باعتبارها صناعة رئيسية بامتياز. توفر فرص الشغل، وتنشط الشركات التي تقدم الخدمات المختلفة. كما تذر أموالا طائلة على الموانئ. و تخلق حركة اقتصادية و تجارية كبيرة، عوض الاكتفاء بورش صغير، يستوعب عددا قليلا و محدودا من مراكب الصيد بأعالي البحار بميناء أكادير، وورش متقادم لا يستجيب إلى الشروط الأساسية.