سفينة التدريب الشراعية الروسية “كروزنشتيرن” تختتم زيارتها لميناء أكادير

0
Jorgesys Html test

إختتمت سفينة التدريب الشراعية الروسية “كروزنشتيرن” “Kruzenstern”، أمس الجمعة زيارتها لميناء أكادير، بعد أن توقفت به لمدة أربعة أيام كاملة ضمن برنامج رحلتها الاستكشافية، في إطار عملية تسمى “البعثة الأفريقية الكبرى”. حيث يدخل هذا التوقف في اطار العلاقات المتوهجة بين المغرب وروسيا.

وعرفت السفينة التي تعد ثاني أكبر سفينة شراعية في العالم، والتي تم بناؤها سنة 1926 في ألمانيا تحت اسم “بادوفا” قبل أن يتم تخصيصها كتعويضات حرب للاتحاد السوفييتي السابق، (عرفت) الكثير من الأنشطة، حيث إستقبلت مجموعة من الزيارات التي قام بها مسؤولون مغاربة وروس إلى جانب الطلبة وبعض التمثيليات المنهنية، ما شكل مناسبة للإكتشاف والتبادل والتباحث، حول أفاق التعاون في القطاع، لاسيما على مستوى البحث العلمي والتكوين البحري والإستثمار.

ويخضع أكثر من 130 طالبًا من المؤسسات الرئيسية للوكالة الفيدرالية لمصايد الأسماك في روسيا، لتدريب عملي على المركب الشرعي. خصوصا وأن السفينة وقبل وصولها إلى المغرب، أبحرت  على طول بحر البلطيق وبحر الشمال وجزء من المحيط الأطلسي، قبل أن تعود إلى ميناء كالينينغراد . فميا كان توقف السفينة بميناء أكادير مناسبة لإكتشاف البنية  المينائية بهذه المدينة ، كما كانت للطلبة زيارة للمعهد العالي للصيد البحري ، أحد أهم معاهد التكوين العالي في قطاع الصيد بالقارة الإفريقية. 

وفي تصريح للصحافة، لم يخفي رئيس ثمتيلية الوكالة الفيدرالية الروسية للصيد بالمملكة المغربية “ميخائيل تاراسوف“، سعادته بوصول المركب الشراعي “كروزنشتيرن” إلى المغرب.  وتوقفه بميناء، مسجلا أن “هذا التوقف يرمز إلى العلاقات الودية بين روسيا والمغرب في مجال الصيد البحري، والتي بدأت سنة 1978. وهي العلاقات تتسم بطابع متبادل المنفعة”.ربح،رابح،

وبخصوص الجوانب الإجتماعية والثقافية والعلمية والتقنية لهذه العلاقات، كشف رئيس ثمتيلية الوكالة الفيدرالية، أن الجانب المغربي يتلقى سنويا حوالي 50 منحة دراسية للدراسة في معاهد الصيد البحري الروسية، وذكر أن البحارة المغاربة يعملون على متن سفن الصيد الروسية. كما أشار أيضا إلى المسوحات العلمية الروسية المغربية المشتركة، لتقييم وضعية مخزون الأسماك السطحية الصغيرة.

ويبلغ طاقم سفينة التدريب  178 شخصًا، من بينهم 68 موظفًا دائمًا و110 متدرب. ويلزم ما لا يقل عن 140 شخصا لتنفيذ المناورات. وهي سفينة مدرسية بمعيير وخصائص متميزة، على إعتبار أن المتدربين يقومون بجميع الأشغال والخدمات على ظهر السفينة، كل حسب اختصاصه. وذلك بمقاربة صيغة الأهداف، الحراسة، الصباغة ،النظافة ،الصيد ،الميكانيك، المحافظة على الجودة، إلى جانب تمارين تطبيقية مركزة في السلامة البحرية والمحافظة على الأرواح البشرية والمعدات والتجهيزات، كما أن هناك عناية كبرى بالبيئة البحرية…

وعلى الرغم من كون المركب مجهز بمعدات حديثة عالميا للملاحة، يبقى من الملفت أن القائمين على السفينة  لهم عناية كبرى بالأدوات القديمة التقلدية، مثل البوصلة، الآلة السداسية ، تحديد الموقع بالكواكب والإهتداء بها، الخرائط البحرية ، البرومتر للتوقعات الجوية، وكذا الحياكة وصناعة الشباك ، والنجارة البحرية…وغيرها من الأنشطة الأخرى التي تجعل من السفينة مدرسة عائمة .

وكانت السفينة ذاتها قد رست في الميناء المغربي نفسه في مارس من العام 2014، حيث احتضنت حينها أشغال الدورة الثانية من اللجنة المشتركة المغربية الروسية في مجال الصيد البحري، بمشاركة مسؤولين مغاربة وروس. وهو ما يجعل عودتها بعد عقد من الزمن يؤكد على حرص الجانب الروسي على تطوير علاقاته في قطاع الصيد بالمغرب ، بمنطق رابح رابح .

ويرغب المغرب وروسيا في تعزيز تعاونها المشترك في قطاع الصيد ، لاسيما وأن روسيا تتطلع لتعزيز حضورها في السواحل المغربية بسفن إضافية، وعينها في نفس الوقت على تطورات الإتفاق المغربي الأوربي، الذي يواصل إنتظار قرار المحكمة الأوربية. فيما يراهن المغرب على تنويع شراكاته في قطاع الصيد البحري، للخروج من تحرشات الإتحاد الأوربي. خصوصا وأن المغرب أعلن في وقت سابق عن إسترتيجية جديدة  تؤكد على ملف الصحراء بإعتباره المعيار الذي يقيس به المغرب صدق الشراكات، مع التأكيد على سياسة رابح -رابح والمنفعة المشتركة في التعاون .

وجرى تجديد إتفاق الصيد المغربي الروسي سنة 2020 بعد مسلسل تفاوضي توج بإعتماد  مجلس النواب المغربي بالإجماع للإتفاق الجديد في  أبريل 2021، وهو ثامن تمديد للاتفاقية الأصلية الموقعة سنة 1992، والتي تسمح لأسطول مكون من 10 سفن روسية من الصيد على امتداد 15 ميلا بحريا من كافة السواحل المغربية. 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا