تشهد حوض بناء السفن التابع لشركة “نافانتيا” بمدينة سان فرناندو في قادس الإسبانية تقدماً ملحوظاً في بناء سفينة الدوريات البحرية الجديدة من طراز “Avante 1800” المخصص للبحرية الملكية المغربية، ضمن صفقة استراتيجية تعكس سعي المملكة إلى تحديث أسطولها البحري وتعزيز جاهزيته العملياتية. ومن المنتظر أن يتم تسليم السفينة سنة 2026، بعد أن بلغت أشغالها مراحل متقدمة على مستوى حوض التجهيز حسب موقع “ديفينسا” الإسباني المتخصص في الشؤون الدفاعية.
وكانت السفينة قد أُطلقت في 27 ماي الماضي، ثم نُقل إلى حوض التهيئة على ضفاف قناة “كاينو دي لا كارّاكا”، حيث يخضع حالياً للمرحلة النهائية من البناء. وحتى الآن لم تُركّب تجهيزاته القتالية أو أنظمة الاستشعار الخاصة به. فيما يعود المشروع إلى شتنبر 2022، حين أعلن المغرب عن توقيع قرض بقيمة 95 مليون يورو مع بنك “سانتاندر” الإسباني لتمويل بناء الزورق، في صفقة بلغت قيمتها الإجمالية 130 مليون يورو. وقد انطلقت عملية البناء في يوليوز 2023 بقطع الألواح المعدنية، قبل أن يشهد شتنبر 2024 وضع الكيل على الرصيف رقم 3، ليصبح السفينة رقم 565 التي تُنجزها “نافانتيا – سان فرناندو”.
ويمتاز الزورق بمواصفات تقنية متقدمة، إذ تبلغ إزاحته الكاملة نحو 2020 طناً، بطول 87 متراً وعرض 13 متراً وغاطس 4 أمتار. ويضم سطحاً واسعاً يسمح باستقبال مروحية أو طائرة مسيرة (UAS)، إضافة إلى زوارق نصف صلبة (RHIB). كما يمكّنه نظام الدفع CODAD، المعتمد على أربعة محركات MAN 175D وخمسة مولدات Baudouin، من بلوغ سرعة قصوى تصل إلى 24 عقدة.
ورغم عدم الكشف عن أنظمته القتالية، فإن تصميم Avante 1800 يمنحه مرونة كبيرة لتركيب أسلحة مختلفة، من مدافع عيار 76 أو 57 ملم إلى أنظمة يتم التحكم فيها عن بُعد وصواريخ متنوعة، ما يجعله قطعة متعددة المهام. ويُعد المشروع أول تعاون في مجال بناء سفن حربية بين المغرب وإسبانيا منذ ما يقارب أربعة عقود، بعد تسليم كورفيت “اللفتنانت كولونيل الرحماني” سنة 1983، وهو ما يرمز إلى استمرارية استراتيجية في تحديث القدرات البحرية للمملكة.