أتمّت سفينة الصيد في أعالي البحار “الفريد” صباح اليوم الثلاثاء مهمتها الإنسانية بنجاح في إجلاء أربعة بحارة ضمن الناجين ال 14 في حادث سفينة الصيد تيليلا، بعد أن وصلت السفينة إلى مشارف الميناء، ووجدت في إستقبالها خافرة الإنقاذ الوحدة التي تسلمت البحارة الأربعة وولجت بهم إلى الميناء في ظروف صحية جيدة .
وسلمت السفينة البحارة الأربعة إدريس الحجامي ومحمد أمزال وهشام الحموني وعمر بوسوكتن، لخافرة الإنقاذ الوحدة، بعد أن تم إنقاذهم من طرف سفينة الصيد في أعقاب الحادث الفاجعة ، إذ تمت إحاطتهم بمختلف تدابير العناية ، والتحفيف من وطأة الصدمة ، التي لازمتهم بعد الحادث ، حيث ظهر البحارة الأربعة كما توثق الصورة ، في ظروف بدنية لابأس بها فيما لازال هول الفاجعة يلقي بتبعاته على نفسية البحارة ، بعد نحو ثلاثة أيام من الحادث المروع، الذي هز الوسط المهني البحري .
وأكد جلال أحيتاف ربان سفينة الصيد “الفريد” في تصريح للبحرنيوز، أن الحادث هو فاجعة حقيقية بكل المقاييس، متأسفا لوقائعه، حيث هنأ الناجين على سلامتهم ، وتمنى الصبر والسلوان لذوي البحارة المتوفين والمفقودين ، مسجلا أن البحارة الأربعة الذين تم إنقاذهم من طرف السفينة ثلاثة منهم كانو متمسكين بطوق النجاة فيما رابعهم كان يرتدي سترة النجاة.
وسجل المصدر ان جهودا كبيرة تم بدلها من طرف سفن الصيد وكذا البحرية الملكية في تمشيط المنطقة، بحثا عن البحارة الآخرين المفقودين، لكن الظروف الجوية الصعبة كانت عائقا حقيقيا أمام الجهود المبدولة التي إستمرت إلى ما بعد عصر يوم السبت. فيما عبر الربان عن آسفه الشديد لعدم إتقان بعض البحارة لإستعمال سترة النجاة ، خصوصا وأن سترتان تم معاينتهما من دون أصحابهما، وهو ما يرجح ان بحارين لم يتم الوصول إليهما أتناء عملية التمشيط ، فيما تضاربت الأنباء على أن الأربعة الآخرين قد غرقوا في السفينة، إذ أشار المصدر ان المفقودين لم يظهر لهم أي أثر في محيط الحادث طيلة عمليات التمشيط.
وأفاد المصدر أن المنطقة تميزت بظروف جوية قوية للغاية تتسم بتيارات جارفة تسحب إتجاه الجنوب، إذ تم العتور على بعض معدات الصيد على بعد 20 كلم تقريبا من موقع الحادث، وهو ما يؤكد قوة الثيارات، فيما أشار المصدر إلى إحتمالية ظهور جثث المفقودين بعد أيام غن لم تكن عالقة داخل السفينة أو في الشباك، مشيرا أنه في حالة كان البحار غارقا بين الما والما بلغة البحارة، فقد ترمي به الثيارات التي ميزت الأيام الآخيرة، في أقصى الجنوب في إتجاه السواحل الموريتانية، أمام إذا كانت في الأعماق فقد تسحبها الثيارات ببطئ نحو السواحل المحلية، أو قد تنتشلها شباك الصيد النشيطة بالمنطقة، والتي باتت مطالبة بالحيطة والحذر على مستوى موقع الحادثة.
إلى ذلك رفض الربان الخوض في أسباب الحادث والسيناريوهات المحتملة لوقوعه مكتفيا بالقول أن هناك تحقيقيات تم فتحها من طرف أهل الإختصاص لتجميع مختلف المعطيات المرتبطة بالحادثة، التي تعد رزء فادحا لا راد لقضاء الله فيه، والتي بات من الواجب التمعن في مختلف تفصيلها لتلافي حوادث مماثلة. فيما جدد الربان دعوته للأطقم البحرية من أجل الإلتزام بإرتداء سترة النجاة، وتعزيز كفاء البحارة في التعاطي مع هذه الوسيلة التي تكتسب أهمية قصوى، كما أشار إلى أهمية طوافة الإنقاذ التي من المفروض أن تكون جاهزة للحالات القصوى بما يتطلب ذلك من متابعة دقيقة، مشيرا أن بعض البحارة كتبت لهم النجاة اليوم بفضل هذه الطوافة، التي تم الإستثمار فيها لإنقاذ الأرواح في حالات الخطر. لذلك فإستعمال هذه الطوافات تحتاج للقدرة المناسبة للإستعمال في الوقت والظرف المناسب. كما أن الطاقم من المفروض أن يكون أكثر ثقة في هذه المعدات، وحريصا على سلامتها، سواء سترة النجاة أو الطوافة بإعتبارهما يتكاملان في أداء مهامهما في المساعدة على الإنقاذ .