رست سفينة البحرية السلطانية العُمانية “شباب عُمان الثانية” يوم الأحد الماضي بميناء طنجة، ضمن مسار عودتها في إطار رحلتها الدولية السابعة “أمجاد البحار 2025”. وقد جرى استقبالها في أجواء رسمية وحافلة بالرمزية، بحضور والي جهة طنجة–تطوان–الحسيمة، ورئيس مجلس الجهة، إلى جانب عدد من السفراء والضيوف المدعوين.
ويأتي رسو السفينة بمدينة طنجة كإحدى محطات جولتها البحرية الدولية، الهادفة إلى توطيد أواصر الصداقة والتبادل الثقافي بين سلطنة عُمان والدول الصديقة، وترسيخ قيم السلام والتفاهم بين الشعوب. وتُوصف “شباب عُمان الثانية” بأنها “سفير عائم لسلطنة عمان”، تحمل على متنها رسائل الصداقة والتقارب الحضاري إلى مختلف أنحاء العالم.
وأقيم حفل الذي بهذه المناسبة تضمن كلمات ترحيبية، وعروضاً فنية جسّدت عراقة التراث البحري العُماني، كما أتيحت للوفود الرسمية والمدعوين فرصة القيام بجولة على متن السفينة للتعرف عن قرب على مرافقها وتجهيزاتها وبرامجها الدولية.
وأوضح القبطان عيسى بن سليم الجهوري، قائد السفينة، في تصريح للصحافة ، أن السفينة أبحرت من أقصى الشرق لتصل إلى أقصى الغرب، مرسخة رسالتها في مختلف الموانئ التي تزورها. وأبرز أن السفينة تسعى، من خلال برامجها، إلى دعم الشباب العُماني وتحقيق مبادئ “رؤية عُمان 2040”.
وتضم السفينة على متنها نحو 40 طالباً وطالبة يتلقون تكويناً في علوم الملاحة والفلك والطقس وفنون الإبحار الشراعي. حيث أكد القبطان أن السفينة تعد بمثابة “أكاديمية بحرية متنقلة” ، تجمع بين البعد التعليمي والتدريبي والترويج الثقافي والسياحي لسلطنة عمان، مشدداً على دورها في نشر قيم السلام والتفاهم والصداقة بين الأمم.
وتجدر الإشارة إلى أن السفينة مُدرجة في قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة “اليونسكو”، وحصلت على شهادة صون التراث الثقافي من خلال الحوار المستدام من أجل السلام. وكانت سفينة “شباب عُمان الأولى” قد انطلقت عام 1974 واستمرت في أداء رسالتها إلى غاية 2014، قبل أن تخلفها “شباب عُمان الثانية” لتواصل حمل مشعل الصداقة والسلام إلى العالم.