قام الورش المتخصص في صناعة السفن الحديدة سوس ماسة أمس الأربعاء، بتسليم مركبين للصيد لمجهز فرنسي ، بعد الإنتهاء من بنائهما وكذا الإجراءات التقنية التي يتطلبها هذا النوع من السفن المخصص في صيد لانكوستين .
وأبحر المركبان في إتجاه أوربا وبالضبط منطقة بروتان بفرنسا، ما يعطي إشعاعا قويا للصناعة البحرية المغربية ، التي إستطاعت إختراق السوق الأوربية بعد الوصول في وقت سابق للسوق الإفريقية من خلال بناء وتجهيز 16 مركبا لفائدة مجهزين جزائرين ، وكدا تصدير سفينتين للصيد من النوع الكبير لأنغولا ، يعدان اليوم من أحدث وأفضل السفن الحديدية على مستوى هذه الدولة . فيما يتوفر الورش المتخصص بميناء أكادير على عروض أخرى لصالح مجهزين من خارج المغرب .
وحسب مصادر محسوبة على ورش سوس ماسة ، فإن طول المركبين يبلغ 12 مترا و 3.30 متر على مستوى العرض . وهما مركبان صغيران وجميلان متخصصان في صيد لانكوستين، حيث يتوفر المركبان على أحدث التقنيات والمقومات المتداولة في العالم ، بعد ان تفنن محمد باهمو ومعه اليد العاملة المغربية من حدادين ونجارين وتقنيين وكهربائيين ومهندسين ، اشتغلوا على هدين المركبين، لتقديم صورة حقيقية على التطور الذي تعرفه التقنية البحرية المغربية. خصوصا وأن مجهز المركبين لم يخفي فرحته ورضاه التام، على النتيجة المحققة بعد ثقته في الصنعة المغربية. منوها بالعمل المتقن الذي تم تحقيقه على السفينة، والكفاءة الكبيرة و المبتكرة لليد العاملة المغربية، و الإلتزام الجيد خلال جميع مراحل و فصول صناعة المراكب المذكورة. دون إغفال التكلفة المنخفضة، التي تقل بأزيد من 40 في المائة مقارنة مع الأوراش الفرنسية .
ويقدم المركبان نموذجا حيا لمراكب الصيد المطلوبة في المستقبل في ظل طبيعة تصاميم بنائهما، وشكل هندستهما، فضلا عن التجهيزات المهمة التي يتوفران عليها، والتي ستشكل طفرة كبيرة في الصيد البحري، من جانب نظام التبريد و نظام الدفع الكهربائي المعتمد، والذي يتماشى مع التقليل من استهلاك المحروقات، والحفاظ على البيئة البحرية من التلوث. حيث ان التطورات التي تعرفها المصايد في العالم وكذا التحديات البيئية ، أصبحت تفرض أنظمة خاصة في الصيد ، وكذا سفنا صديقة للبيئة، في إتجاه تحقيق صيد مسؤول ومستدام. وهدا ما تم إستحضاره في مختلف مراحل بناء المركبين المذكورين بميناء أكادير.
ودعت مصادر مهتمة إلى إيلاء إهتمام خاص بأوراش صناعة السفن التي تبدع في هذا الإتجاه لتطوير أدائها ، من خلال تخفيف الإجراءات الإدارية، التي تسهل مأمورية إستقطاب زبناء جدد، لاسيما وأن المغرب يعرف طفرة قوية في الصناعات المختلفة ، خصوصا صناعة السيارات وكذا الطائرات، وقد حان الدور على الصناعات البحرية ، بإعتبارها صناعة تفتح أفاقا واعدة من حيث التشغيل والإستثمار ، وكذا العائدات المهمة سواء على مستوى السوق الإفريقية وحتى الأوربية . تماشيا مع متطلبات المرحلة ،حيث الدعوة متواصلة للإستفادة من الفرص التي يتيحا الإقتصاد الأزرق.
الصناعي العصامي السيد محمد اباحمو الكفاءة المغربية مفخرة صناعة السفن لأكادير و الوطن ، مزيدا من التألق الصناعي الكبير ، و البعيد عن الأضواء ، بسبب تواضعه وتعففه .. مزيدا من النجاح لمفخرتنا محمد ابا حمو