رغم الأهمية التي تحضى بها الأسماك خلال شهر رمضان الأبرك، والتي تعكسها نسبة الإقبال على هذه المادة الحيوية التي تتضاعف بشكل يثبت وعي المغاربة بأهمية إستهلاك الأحياء البحرية ورمزيتها ضمن مائدة الصائم، إلا ان الأسماك بقيمتها الغذائية المتنوعة، ظلت متخاصمة مع مائدة السحور، على عكس مائدة الإفطار. وذلك راجع إلى كون السمك إقترن في الموروث الثقافي المغربي، بكونه أحد المسببات الأولى للعطش، خصوصا إذ وضعنا في الحسبان أن الشهر الفضيل يحل هذه السنة على بعد أيام قليلة من حلول فصل الصيف.
وحسب عدد من المستجوبين الذين أستقت البحرنيوز تصريحاتهم بمدينة أكادير كمدينة ساحلية، فإن عدد من هؤلاء نعتونا بالحمق لمجرد سؤالهم حول مدى حضور الأسماك ضمن مائدة السحور، حتى أن منهم من إعتبر سؤالنا سؤالا سادجا ويفتقد للخبرة المرتبطة بالثقافة الغدائية، مسجلين أن الأسماك تتسبب في جفاف الجسد وتلحق الكثير من العطش بمستهلكيها، تزامنا مع اليوم الرمضاني المتسم بالإمتداد على ساعات طوال، وكدا الأجواء التي تميل إلى الرطوبة والحرارة . هذا على عكس حضور الأسماك في مائدة الإفطار تؤكد تصريحات المستجوبين، لكون المستهلك يكون أمامه الكثير من الوقت، في شرب العصائر و المياه ما يجعل قيمتها الغدائية تمتد إلى اليوم الموالي.
هذا الاعتقاد السائد لدى المستجوبين والذين يمثلون طبقات مختلفة من الساكنة المحلية، والقاضي بكون تناول المأكولات البحرية يسبّب العطش في نهار رمضان للصائم، نقلناه إلى بعض خبراء التغذية ، حيث قلل هؤلاء من مخاوف الصائمين ، موضحين أن ما يُضاف إلى السمك من ملح وتوابل وبيكربونات صوديوم، هي التي تسبّب العطش في العادة ، نافية أن تكون للمأكولات البحرية مضار أو مشكلات لمتناوليها أدناها الشعور بالعطش أو الجفاف خلال الصيام.
وحسب محمد شهيد دكتور أخصائي في التغدية بمستشفى الحسن الثاني باكادير، فإن تناول الأسماك خلال وجبة السحور تبقى أمرا واردا، شريطة أن يتم الطهي بطريقة صحية كالشي والتبخير أو حتى في الطجين، مع تقليل كمية التوابل والملح المضافة إليه، وكدا الإبتعاد عن قلي الأسماك في الزيت، لما له من عواقب صحية خطيرة على الذات الإنسانية سواء في رمضان او خارج رمضان.
وأشار المصدر الصحي أن مستهلك الأسماك،عليه الإكثار من شرب المياه لكون الأسماك تحتوي على نسبة صوديوم عالية ، مشيرا أن طرق الطهي المشبعة بالملح أو المعتمدة على القلي بالزيت هي عوامل من ضمن آخرى مؤدية للشعور بالعطش، والرغبة في شرب السوائل لدى الصائم. كما شهيد في ذات السياق بأهمية إستهلاك الأسماك خلال الشهر الفضيل، لما تحتويها من فوائد صحية مهمة وضرورية يحتاجها الجسم.
وتعتبر الأسماك من بين المواد التي يكثر عليها الإقبال خلال شهر رمضان الأبرك، ما ينعكس على أثمنتها في ظل تناسل عدد من الوسطاء خلال الشهر الكريم. هؤلاء الذين يعمدون إلى التحكم بالأسعار في غياب قانون ينظم البيع الثاني وكدا التقسيط، ما يصعب على عدد من الأسر الولوج لعدد من الأنواع السمكية التي تبقى بعيدة عن قدرتها الشرائية. وهو الأمر الذي دفع بالبعض إلى المناداة بمقاطعة شراء الأسماك، لردع الوسطاء وعقابهم عن رفع الأثمنة التي تحرم المستهلك من الاستفادة من مختلف الفوائد، التي توفرها الأحياء البحرية.