سواحل بوجدور تستعدّ لإحتضان محمية بحرية على مساحة تقدّر ب 1000 كيلومتر مربع قبالة مياه سيدي الغازي

احتضنت قاعة الاجتماعات التابعة لمندوبية الصيد البحري ببوجدور أمس الجمعة 16 يونيو 2023، لقاء تواصليا بأبعاد تشاورية، حول المعطيات المرتبطة بمشروع محمية سيدي الغازي بسواحل المنطقة، وذلك تحت إشراف ممثلي مديرية الصيد البحري، في ظل إلتزام المهنيين والوعي السائد بضرورة تعزيز المحميات البحرية في الوسط المحلي ، كآليات مهمة لصيانة واستدامة الموارد البحرية. وذلك في سياق تنزيل مرسوم رقم 2.18.242 الصادر في 27 أبريل 2021 بتطبيق بعض مقتضيات القانون رقم 22.07 المتعلق بالمناطق المحمية.

وشكل اللقاء الذي حضره ممثلون مركزيون عن قطاع الصيد البحري والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري،  إلى جانب مندوب الصيد البحري ومندوب المكتب الوطني للصيد البحري، وقائد قيادة لمسيد و رئيس جماعة لمسيد، و ممثل الدرك الملكي  وممثل البحرية الملكية ورؤساء التعاونيات النشيطة بقرية الصيادين سيدي الغازي ، فرصة للنقاش والتداول في افاق خلق محمية بحرية بالمنطقة ،  والأهداف المتوخاة من هذا المشروع، إلى جانب التداول في التأثيرات  الايجابية للمحمية البحرية على المصايد المحلية والوسط  المهني.

وتم تقديم عرض مفصل من طرفه مديرية الصيد البحري في ذات اللقاء كشف من خلاله مجموعة من المؤشرات المرتبطة بهذه المحمية على المستوى الوطني، لاسيما تطور المصايد المحلية والذي سيكون له وقع إيجابي على مستوى الإنتاج الذي سيشهد تطورا بشكل ملفت بفضل إنشاء المحمية.

وعرف اللقاء تسليط الضوء على الموقع المقترح للمحمية بإختيار من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، وهو الموقع المحدد بمجموعة من الإحداثيات كما تحدد ذلك الصورة التقريبية المرفقة، وهي منطقة تعتبر حسب الجهات المختصة أكثر ملاءمة لاستعادة الموائل والأرصدة السمكية في نهاية المطاف بالنظر لكونها منطقة صخرية يتم فيها توالد أصناف رفيعة من السمك . إذ  سيتم تنزيل مجموعة من التدابير المتعلقة بتسيير هذه المنطقة التي تمتد على مساحدة تقدر ب 1000 كيلومتر مربع، من قبيل حظر الصيد بشباك الجر داخل المناطق البحرية المحمية ؛ وحظر استخدام الشباك الخيشومية داخل المناطق البحرية المحمية ؛ la senne المستخدم في صيد الأسماك السطحية الصغيرة وغيرها، حيث تبقى معدات الخيوط هي  الوحيدة المسموح لها بالصيد داخل المناطق البحرية المحمية.

ويتسم نشاط الصيد في المنطقة القريبة من الموقع المقترح للمحمية بسيدي الغازي بتنوع المهن الممارسة، ولكن لا يزال النشاط التقليدي يعتبر النشاط الرئيسي حيث هناك أكثر من 300 قارب نشيط بهذه المنطقة، و أكثر من 1000 قارب في المجموع التي قد تستفيد من المحمية. خصوصا وأن المنطقة تشتهر بمجموع من الأصناف المهمة المستهدفة من طرف الصيادين ، يتعلق الأمر بالاخطبوط (poulpe)؛ والقرب (maigre)؛ وباجو (pagre)؛ والعضاض/بريكة (gros dentés rose)؛ والصنور (congre) ؛ والرايا (raja sp),,,)

وركز اللقاء على أن إنجاز محمية محلية هو يأتي استجابة لرغبة المهنيين ما يذكي النضج الحاصل على المستوى المهنية والحرص على إستدامة المصايد المحلية، حيث تتميز المنطقة بثروة سمكية رفيعة وجب الحفاظ عليها من خلال انشاء محمية بهذه المنطقة، في إتجاه  استعادة الموائل والأرصدة السمكية، كما سيمكن الموقع المحمي  أيضًا على إمداد المناطق البحرية المجاورة الأخرى بالموارد البحرية. فيما أكد المتدخلون أن الوعي المهنيين الحاصل بأهمية المحمية،  سيسهل وسيضمن نجاح المحمية ( من خلال اشراك الصيادين في انشاء وتسيير المنطقة المحمية كمعيار أساسي لتحقيق أهداف المحمية) حسب الرأي العلمي.

 وأكد مندوب الصيد البحري عبد الرحمان الخطاط في ذات اللقاء،  بأهمية  المحمية البحرية والأدوار التي ستلعبها في الحفاظ على الموارد السمكية وضمان استدامتها،  كما ثمن  الوعي الحاصل في الوسط المهني ، التي تعكسها المطالب الداعية  الى خلق محمية  بحرية، هدفها المساهمة في الحفاظ على استدامة المصايد البحرية، ولتحقيق المكاسب الاجتماعية والاقتصادية على المدى البعيد،  والمساهمة في الحفاظ على الموارد البحرية والمحافظة على نشاط الصيد الحرفي واستدامته مستقبلا.

وتهدف سياسة القطاع في إنشاء محميات بحرية بالمنطقة البحرية المعروف بجودة و تنوع منتوجها السمكي ، إلى ضمان إدارة مناسبة للموارد البحرية،  من أجل ضمان استدامة الصيد لتحقيق المكاسب الاجتماعية والاقتصادية على المدى البعيد،  والمساهمة في الحفاظ على الموارد البحرية والمحافظة على نشاط الصيد الحرفي وإستدامته، والرفع من مساحة المحميات البحرية الى 10 في المئة تماشيا  مع الالتزامات الدولية، ومع الاستراتيجية الوطنية للمحميات البحرية من قبيل المحمية البحرية ألبوران، والمحمية البحرية موڱادور ، والمحمية البحرية ماسة ، الأجزاء البحرية من المنتزهات الوطنية للحسيمة، سوس ماسة ، و خنيفيس.