سوق السمك بمراكش.. عرض متنوع وأثمنة تختلف بإختلاف المصايد

تحولت مدينة مراكش إلى وجهة مفضلة و هدف جيد   للأسماك القادمة من مختلف الموانئ الوطنية، باعتباره سوق واعد يرى فيه التجار الأفضل و الأقرب و الأكثر واقعية بالنسبة للمنتجات البحرية بسبب توفيره فرص تجارية محضة .

و قد اعتمد تجار الأسماك من الموانئ الجنوبية خاصة ، وجهة سوق مراكش للأسماك لأنه يعتمد على مواصفات مختلفة من مدى اتساع حجم السوق ، و كثرة نسمة  السكان ،و ارتفاع القوة الشرائية ، دون نسيان ارتفاع الاستهلاك التي تسجله المدينة الحمراء على طول السنة، إضافة إلى عامل الوقت، بحيث أن المنتجات البحرية القادمة من الموانئ الأخرى يكون أمامها خيار ولوج سوق مراكش الأقرب من الأسواق الأخرى، كالدار البيضاء أو فاس أو الأسواق الشمالية .

   و حسب عبد الرحيم الدحاني تاجر أسماك بسوق مراكش في تصريحه لجريدة البحر نيوز ، فإن الأثمنة في شهر رمضان مرتبطة بحجم العرض و الطلب، مع تسجيل زيادة طفيفة تساهم فيها الحاجة الملحة لتناول الأسماك خلال الفطور . وتابع الدحاني بالقول أن سوق مراكش يستقبل بين الفينة و الأخرى كميات مهمة من الأسماك المتأتية من الموانئ الجنوبية و مينائي الصويرة و أسفي ، حسب توفر الأسماك ، بحيث أن العرض يحدد غالبا الأثمنة، التي تخضع أولا إلى مصدر المنتوج، بحيث أن سردين أسفي يكون عليه الإقبال بشكل كبير ، مقارنة مع سردين الموانئ الأخرى ، و يأتي بعده سردين سيدي افني ثم طانطان فطرفاية و العيون ، وتنسجم الأثمنة كذلك مع حجم الصناديق أيضا حسب ( العمارة ) و جودة الأسماك .

    و سجل سوق السمك بمراكش اليوم الخميس 24 ماي 2018 وفق ما اكدته مصاد محسوبة على تجار السمك ، ولوج 14 شاحنة من السردين قادمة من موانئ طرفاية طانطان و العيون ، و تراوحت الأثمنة ما بين 70 و 120 درهما حسب حجم الكمية في الصندوق الواحد ( العمارة ) ، و حسب مصدر الأسماك بحيث أن سمك طانطان حقق أعلى قيمة مالية ب 120 درهما للصندوق الواحد . و قد بيعت جميع الكميات تؤكد ذات المصادر، في وقت قياسي ، ما يفسر الطلب الزائد على السردين في شهر رمضان ، فيما اختلفت الوجهات إلى المناطق والمدن المجاورة للمدينة الحمراء، لتلبية حاجيات المواطنين من السردين عبر بيعه بالتقسيط في المداشر و القرى .

 و فيما يتعلق بالأسماك البيضاء بذات السوق ، قال الادريسي عبد الكريم تاجر سمك بالسوق في تصريحه للجريدة أن الأثمنة دائما ما يحكمها الطلب و العرض، و يطغى عليها طابع الجودة و الحجم أيضا، بحيث سجلت أثمنة سمك موسطيلا بحجم كبير ثمن 50 درهم للكيلو ، والصول متوسط مابين 50 و55 درهما ، و الصول بحجم كبير الى 65 درهم ، و سمك السنور حسب الوزن و عدد الوحدات في الصندوق الواحدن ما بين 50 و  60 درهما.

إلى ذلك  تأرجحت اثمنة سركالة ما بين 30 و 35 درهما  ، و الدبدوب حسب الحجم بين 30و 55 درهم ، و البواجو رويال بحجم كبير ما بين 80 و 100 درهم للكيلوغرام، أما أثمنة  سمك الدوراد يؤكد الإدريسي،  فقد إرتقت  الى حدود 120 درهما، و سمك القرش مابين 25 الى 50 درهم . كما  استرسل الادريسي في القول أن المنتجات التي يبيعها ، هي متأتية من الصيد التقليدي بميناء سيدي افني ، و هي منتجات لها قيمتها في السوق، و يزيد الطلب عليها لجودتها العالية .

من جهته عبر خالد أقلال تاجر سمك بنفس السوق ، يبيع المنتجات البحرية القادمة من سواحل الداخلة، أن الأحوال الجوية لها التأثير الكبير على السوق ، بحيث أن التقلبات التي طبعت السنة الحالية حدت بشكل كبير من عدد رحلات الصيد البحرية ، و بالتالي قلت المنتجات بشكل كبير . و هذا من بين الأسباب التي ترفع نسبيا أثمنة الأسماك ، بحيث سجلت الأثمنة اليوم الخميس المتعلقة بسمك الفو شاما مابين 25 و 30 درهما للكلغ ، و الشاما مابين 60 و 70 درهما للحجم الكبير ، و سركالة مابين 25 و 30 درهم للكلغ ، و السنور حسب الحجم مابين 25 و 40 درهم للكيلغ . وتأرجح سمك البواجو ذو الحجم الصغير القادم من الداخلة  مابين 200 و 220 درهم للصندوق.

و بلغ ثمن  الشرن حسب أقلال مابين 80 و 120 درهما للصندوق ، و البوقا مابين 170 و 180درهما و البونيط مابين 200و  250 درهما للصندوق ،و البريكا مابين 20 و 25 درهم للكيلوغرام . أما  أسماك الدورادا الرمادية فقد تارجحت حسب المصدر  مابين 120 و 150درهما للصندوق، و الراية مابين 12 و 15 درهم للكيلوغرام ، و الميرو بحجم صغير مابين 180 و 200 درهم للصندوق .

و أفاد خالد أقلال في ذات السياق ، أن سوق مراكش من الأسواق الحيوية و الواعدة من ناحية الطلب و الاستهلاك ، و بخصوص القيمة المالية الظرفية للأسماك  فقد أكد أنها تخضع للعرض و الطلب ، مسجلا أن التجار يضطرون أحيانا الى البيع بثمن الشراء ( كنبيعو برأس المال باش نفكو السلعة ) ،كما أن أسماك الداخلة لها الطابع الخاص من ناحية الإقبال عليها ، لكنها تأتي بطبيعة الحال بعد منتجات افني و بوجدور و الصويرة .

   و تحتل أسماك الصويرة المركز الأول من ناحية الإقبال و الطلب عليها في سوق السمك للجملة بمراكش وفق ما أكده عبد العزيز الفخار ، مسجلا  أن الغلاء يأتي من مكان الشراء أي بالموانئ ،إضافة إلى مصاريف النقل ، و قد عرفت الاثمنة يتابع عبد العزيز خلال شهر رمضان، زيادة ملموسة نتيجة الطلب المرتفع على الأسماك ، و تراجع العرض بسبب التغيرات المناخية ،لكنها تبقى زيادات مقبولة و معقولة على العموم .

و قد بيعت الموسطيلا اليوم الخميس مابين 35 و 40 درهما للكيلوغرام ،  كما تم  بيع السنور حسب الحجم الكبير ب 50 درهم ، و الرايا ب20 درهما ، و القيمرون متوسط الحجم ب 1000 درهم للصندوق ، بحمولة حوالي 17 كلغ و سمك الميرنة ما بين 1000 و 900 درهم للصندوق بحمولة 26 كيلوغرام، و الصول الأسود ب 500 درهم للصندوق و السيبيا ب 75 درهما للكيلوغرام و لالوط ب 75 درهما.

 و يبقى طابع الوفرة و الإقبال هو المؤشر الحقيقي لأثمنة الأسماك بسوق السمك للجملة بمراكش حسب عبد العزيز الفخار ، فيما  تختلف الأثمنة كذلك حسب مصدر الأسماك ، بحيث أن السوق يستقبل المنتجات البحرية ، من الداخلة ، و بوجدور ، و العيون ، و طرفاية ، و طانطان و سيدي افني ، و أكادير بالاضافة الى أسفي و الصويرة .