أثار وصول قارب للصيد التقليدي مسجل بسيدي إفني إلى الضفة الأوربية مؤخرا حفيظة المهنيين المحليين، بعد أن تمت سرقته من الميناء ، خصوصا وان القارب المسروق استعمل في الهجرة السرية حيث تم رصد وصوله وحجزه بجزر الكناري.
ووثقت عدسة هاتف ذكي وصول القارب الذي يحمل إسم “سير على الله”، والمسجل بسيدي إفني تحت رقم 2065-1/8 إلى جزر الكناري مطلع الأسبوع الماضي، فيما تواصل الجهات المختصة تحقيقاتها بخصوص النازلة.
واكدت مصادر محلية أن إشكالية سرقة القوارب وإستعمالها في الأنشطة المشبوهة والممنوعة، تعد من التحديات الكبيرة التي تواجه مهنيي الصيد التقليدي بمختلف موانئ المملكة. حيث تطرح إشكالية الحراسة ودور السلطات المينائية في حماية القوارب، والسبل الكفيلة بمنع مثل هذه النوازل الغريبة ، التي تلحق أضرارا كبيرة بالمجهزين والأطقم البحرية على السواء.
وأبرزت ذات المصادر أن أصحاب القوارب يجدون أنفسهم بين مطرقة فقدان القارب المسروق، وضياع إستثمارات مهمة، ناهيك عن ضياع الكثير من أيام العمل ، ومطرقة المساءلة القانونية خصوصا في مثل هذه الحالات التي تعرف إستعمال القارب في نشاط غير قانوني، حيث يخضع المجهز لتحقيقات على خلفية الإشتباه في مشاركته في تنظيم العملية، او بيع القارب لشبكات متخصصة وما يتطلبه ذلك من ترافع لرفع هذه الشبهة .
كما انه في حالة ضبط القارب المسروق، وحجزه تضيف المصادر المطلعة ، فإن ذلك يستدعي استصدار حكم من المحكمة، من أجل استرجاع القارب، وهي عملية تتطلب فترة طويلة. تضيع معها الكثير من فرص العمل . الأمر الذي يجعل من الواقعة ، خسارة يتحملها المجهز بالدرجة الأولىن في غياب تأمين حقيقي يضمن له التعويض عن هذه الخسارة .
ويتساءل الوسط المهني عن دور ممثلي الصيد التقليدي من غرف الصيد وكونفدراليات ومجتمع مدني في الترافع، لتسريع تسوية هدا المشكل العويص، ورفع إلصاق تهمة الهجرة السرية بقطاع الصيد التقليدي. فيما يبقى مصير بحارة الصيد الذين تسرق قواربهم من الموانئ المغربية في اتجاه الهجرة السرية، أحد الملفات التي تحتاج نوعا من الدراسة، في إتجاه إبداع حلول تقطع مع معاناة هذه الشريحة المهنية .