أثار فيديو متداول لأحد النشطاء المهنيين أمس الأحد بميناء سيدي إفني، يعبر فيه عن تدمّره من غياب عملية التصريح وكذا الصناديق البلاستيكة نقاش قويا على مستوى الساحة المهنية، خصوصا بعد عودة عدد من قوارب الصيد التقليدي محملة بكميات مهمة من الأسماك، دون أن تجد من يساعدها على مرور هذه المصطادات عبر القنوات الرسمية، لاسيما وان هذه العودة تزامنت مع يوم عطلة عرفية على مستوى الميناء التي تصادف يوم الأحد.
وأوضح مجموعة من البحارة في تصريحات متطابقة ضمن ذات الشريط الذي توصلت به البحرنيوز، أن مجموعة من القوارب قد عادت إلى الميناء محملة بكميات مهمة من الأسماك، لكنها تفاجأت بغياب عملية التصريح ، وكذا رفض مصالح المكتب الوطني للصيد تسليم الصناديق للقوارب، في غياب وثيقة التصريح، وهو ما جعل البحارة يعمدون إلى الإستعانة بمادة الثلج للحفاظ على جودة مصطاداتهم التي أصبحت مهددة على مستوى السلامة والجودة.
وإستنكر البحارة المستجوبون ضمن ذات الشريط الذي ننشره في أسفل المقال، هذه الوضعية، مؤكدين في ذات السياق ان القوارب تملك أحقية الإبحار في رحلات تمتد ل 36 ساعة في البحر، ومن الواجب توفير الظروف المساعدة لتثمين وتأمين مفرغاته، بما في ذلك صيانتها على مستوى غرف التبريد بسوق السمك في الظروف الإستثنائية التي تصادف عملية التفريغ، لمنع تصريف هذه الأسماك في السوق السوداء، التي تبقى فضاء خصبا يترصد مثل هذه المصطادات .
إلى ذلك أجرت البحرنيوز إتصالا مع مصالح إدارة الصيد البحري على مستوى سيدي إفني، حيث أكدت ذات المصالح أن يوم الأحد يبقى يوم عطلة بإتفاق مهني، وبالتالي فالعرف المهني الذي يعد وسلية من وسائل التقنين على مستوى القطاع، هو يجمع على أن يوم الأحد لا تصريح فيه بالمصطادات ولا نشاط لسوق السمك، وهو إختيار عرفي، تعمل الإدارة على رعايته لمنع وقوع خروج عن النص بالميناء ، بما يضمن السلم المهني من جهة وتقنين نشاط الصيد على مستوى الميناء، في إشارة للمواجهات التي كانت قد إندلعت بالميناء خلال رمضان بعد ولوج مراكب محملة بالسردين في يوم عطلة.
وذكرت ذات المصالح العليمة ان إدارة الصيد عملت خلال شهر رمضان الأبرك على تحفيز النشاط المهني، خصوصا وأن مندوب الصيد بغداد بودي الذي يقود المندوبية، يملك قناعة قوية بأن البحر لا يمكن أن يخضع للتعطيل الإداري بما في ذلك أيام الأعياد، وإنما هو أمر متروك للطبيعة، على إعتبار أن الظروف المناخية وحدها من يمكن أن يمنع الأطقم البحرية من نشاط الصيد، وهو مبدأ اكده المندوب في دورة رسمية لغرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، على خلفية الفوضوية التي رافقت ولوج مراكب لصيد السردين في يوم عطلة شهر رمضان الماضي.
وأشارت مصالح المندوبية أن إدارة الصيد على مستوى الميناء، تبقى مستعدة للتعاطي مع كل المستجدات، وحريصة على التصريح بالمصطادات المتدفقة على الميناء 24 ساعة على 24 وطيلة أيام الأسبوع، ولا أحد يمكن ان يتزايد عليها في ذلك، شريطة أن يتفق الوسط المهني على التدابير الممكنة، حماية للمجتمع البحري، وصيانة لحقوق مختلف المتدخلين، حيث اكدت المصادر أن لقاء من المزمع عقده في غضون الأيام القليلة القادمة سيكون محوره يوم العطلة بالميناء، والذي سيتدارس إلغاء يوم العطلة أو تغييره من يوم الأحد إلى يوم الجمعة.
وتعالت الأصوات المحلية في أعقاب تداول شريط الفيدو على مواقع التواصل الإجتماعي واتساب، محمّلة جانب من المسؤولية للمكتب الوطني للصيد، حيث كان من الممكن لهذه الإدارة، أن تحتوي الأزمة في حينها، من خلال تمكين القوارب من الصناديق اللازمة، وتأمين جودة الأسماك عبر الإحتفاظ بها في غرفة التبريد التابعة لسوق السمك، لمنع تلفها. لاسيما وأن الوسط المهني كان قد أعلن عبر جمعية الأمل لتجار السمك بميناء سيدي إفني، في وقت سابق عن عطلة إستثنائية من ثلاثة أيام، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، فيما يعد يوم الأحد يوم عطلة أسبوعية على مستوى الميناء.