تعرف أثمنة أسماك السردين هذه الأيام تراجعا مهولا بميناء سيدي إفني في ظل ارتفاع الكميات المصطادة و تقهقر الطلب على هده المادة لأسباب تتضارب بشانها الأراء حتى أصبح العنوان الرئيسي المتداول لدى العامية بالمنطقة أن السردين يباع( بالمترو) بالميناء.
و حسب الآراء التي استقتها جريدة البحر نيوز من بعض المهنيين و خاصة (القبالة أو ماريور ) حول هدا الإشكال المطروح ، كان جوابهم أن جل المعامل في العديد من المدن تخضع إلى الإصلاحات و الصيانة في هده الفترة بالذات، لكي تستجيب إلى المعايير المطلوبة قبل زيارة لجن التفتيش و المراقبة ، فيما عزت مصادر مهنية أخرى تعمد إغلاق المعامل في هذه الظرفية يأتي تماشيا مع تراجع الكميات المصطادة من الأسماك التي تطبع هده الفترة من السنة ، و بدلك يطغى الركود على الطلبات الموجهة للمعامل ، و لا تتمكن بدلك الأسواق لوحدها من استيعاب الكميات الكبيرة التي تجلبها المراكب التي تنشط في سواحل مدينة إفني.
إلى ذلك أكدت مصادر متطابقة أن ظهور الأسماك السطحية الصغيرة، في عدد من الموانئ القريبة من أكبر سوق سمك في الدار البيضاء من مثل الجديدة و أسفي و الصويرة و المهدية، يجعل الأسماك الآتية من موانئ سيدي إفني و طانطان و العيون أقل أهمية و أقل اهتمام.
من جانبه علق أحد المهنيين العارفين بخبايا تجارة الأسماك على الصعيد الوطني على الظاهرة ، أن المنتجات السمكية لشهر أبريل تفتقد في تكوينها للشحوم التي تسهل و تساعد في التقشير و التشريح أثناء معالجتها في المعامل ، كما أن عمليات التصبير وفق الطلبات الدولية تنطلق ابتداء من شهر يونيو، إضافة إلى أن قالب الأسماك المصطادة يلعب دورا كبيرا في السلسلة التجارية ، بحيث أن الأحجام الصغيرة من عيار 24 إلى 30 حبة في الكيلو تخصص معلباته للأسواق الوطنية و الإفريقية فقط ، في حين أن المردودية التي تعكسها تلك الأحجام تكون ضعيفة و مكلفة.
ويشهد ميناء سيدي إفني مند مدة حركية حيوية أفرزها بشكل جيد نشاط مراكب الصيد الساحلي صنف السردين بمصيدة المدينة سيما بعد عودة مراكب صيد السردين القادمة من طانطان و أكادير و حتى العيون لتنشط بسواحل سيدي إفني ، مساهمة بذلك في خلق حركية مهمة بالمدينة. غير أن إكتواء المهنيين بضعف العائدات المالية أنساهم الإبتهاج بوفرة الأسماك بالمصيدة نتيجة التضخم و وفرة العرض و قلة الطلب، حتى أن المهنيين لم يحتجو عن غياب ميزان يحقق ويدقق في مجموع المفرغات التي يشهدها الميناء .
