عبرت تمثيليات مهنية في الصيد الساحلي تنشط على مستوى ميناء سيدي افني، عن تدمرها الشديد من حالة الاكتظاظ التي يشهدها الشريان الاقتصادي للمدينة ، و ما يرافقه من ضغط على الرصيف الوحيد ، أمام الأعداد الكبيرة من المراكب الساحلية التي توافدت على الميناء.
وأفادت تصريحات متطابقة لربابنة مراكب السردين لجريدة البحرنيوز، أن أكبر هاجس يواجه مراكب السردين هو عدم وجود مساحات كافية من الرصيف، تساعد على استيعاب العدد الكبير من مراكب السردين و مراكب الجر بعد عودتها من رحلاتها البحرية . وهو المعطى الذي يولد ضغطا كبيرا على المراكب عند عمليات تفريغ الأسماك، التي تضطر مكرهة إلى انتظار شغور بعض الأمكنة بالرصيف الوحيد الفعال بذات الميناء لأوقات طويلة .
و أكدت ذات المصادر المهنية أن الانتعاشة المهمة التي شهدتها مصيدة سيدي افني خلال هدا الموسم، جعلت مجموعة من مراكب السردين تلزم مصيدتها، بل و ارتفعت أعدادها لتتجاوز 35 مركبا، تتنافس بعد كل رحلة صيد لاحتلال ركن بالرصيف الوحيد المتوفر. يحدث هذا رغم توفر الميناء على رصيفين اثنين، أحدهما شغال وأخر تتهرب منه المراكب التي تخاف الرسو به، بسبب حالة غرق مركبين بمحاذاته مند أمد طويل .
و ينعكس الاكتظاظ الكبير على الرصيف الوحيد على المنتجات البحرية، بسبب طول انتظار المراكب لإفراغ حمولاتها من الأسماك. لتفقد بذلك جودتها و تضيع قيمتها المالية الحقيقية. فيبقى بذلك السؤال المطروح، إلى متى سيظل الوضع على ما هو عليه؟ و متى ستتحرك الجهات المسؤولة لمعالجة الوضع بسحب المركبين الغارقين من حوض الميناء، لتوفير مساحات أكبر تساعد المهنيين على حركيتهم و نشاطهم البحري؟
وقد نقلنا هذين السؤالين إلى جهات مسؤولة بالمديرية الجهوية للوكالة الوطنية للموانئ باكادير، التي أجابت في تصريحها لجريدة البحرنيوز ، أن المركبين الغارقين بحوض ميناء سيدي افني يشكلان حاجزا كبيرا أمام حركية مراكب الصيد ، و الإدارة واعية تمام الوعي بذلك. وستتدخل لإجلاء أشلاء المركب الغارق، في غضون شهرين على أقصى تقدير ، في إطار الأشغال المبرمجة لتأهيل ميناء المدينة .
و أشارت المصادر العليمة، أن الأمور في مثل حالة غرق المراكب داخل أحواض الموانئ، تستلزم وقتا طويلا لاستصدار أحكام قضائية، قبل رفع الحطام. و هي الإشكالية التي تؤخر نسبيا تدخل الإدارة. كما أن الإجراءات المصاحبة للعملية تتطلب وقتا إضافيا لتنفيذها، في سياق تمريرها على شكل صفقة تخضع لطلبات عروض .
?