عاشت سواحل سيدي إفني في الأيام الآخيرة على وقع ظاهرة غريبة تتسم بنفوق كميات من أسماك الشرغو وأصناف أخرى، على مستوى الشواطئ القريبة من مركز المدينة، حيث إستنفرت الظاهرة المصالح المختصة.
وأفادت مصادر مهنية، أن الظاهرة صاحبها تغير في لون المياه إلى الأحمر في بعض المناطق، بما يشبه “المد الأحمر”، وهو تغير يرجح أنه ناجم عن مادة صادرة عن بعض العوالق والأعشاب البحرية، وهي الواقعة التي يمكن ان تكون سببا في تغيير مسار الأسماك بسبب حدوث ضرر في الرؤيا، لتخرج إلى الشاطئ وهي على قيد الحياة ، حيث شوهدت كميات كبيرة من الأسماك وهي عالقة في برك مائية بعد هروب البحر عند بداية الجزر ، تحاول الرجوع إلى المياه.
وأفادت ذات المصادر المهنية أن هذه الظاهرة قد سبقتها قبل سنوات ظواهر مماثلة، حتى أن البعض يطلق عليها إسم “مثال” ، ما يجعلها في حاجة للدراسة من طرف اطر البحث في الصيد البحري، هؤلاء الذين حلوا أمس بميناء سيدي إفني، وأخذوا عينات من الأسماك النافقة ، إلى جانب أخذ عينات من مياه البحر لإخضاعها للدراسة بمختبرات المعهد. لرفع اللبس عن الظاهرة ، خصوصا وان البعض عمد إلى إستغلال الظاهرة في تجميع الأسماك سواء للإستهلاك المحلي ، او بيعها في بعض الأسواق، حيث تعد أسماك من قبيل الشرغو محط إهتمام في أوساط مستهلكي المنتوجات البحرية. وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة حول تأثير الظاهرة على سلامة الأسماك .
إلى ذلك أكدت مصادر محسوبة على المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في تصريح للبحرنيوز، أن الظاهرة شرعت في التلاشي، وأن تقديم أي معطيات بشأنها يبقى سابقا لأوانه. وذلك في إنتظار ما ستقدمه الدراسات الجارية من نتائج ، بخصوص النازلة الغريبة. فيما يطالب الفاعلون المهنيون في الصيد التقليدي بالمنطقة، بضرورة إخضاعهم لورشات تأطيرية، تقربهم من أليات المعاينة ، وتتيح لهم التعامل مع مثل هذه الظواهر ساعة وقوعها ، خصوصا وأن السواحل المغربية تعرف في الآونة الآخيرة مجموعة من التحولات إنسجاما مع التغيرات المناخية .
مصار مهنية مهتمة بالشأن البيئي البحري، قرّبت الظاهرة من المد الأحمر “Red tide”، والذي هو بالمناسبة عبارة عن ظاهرة طبيعية بيئية تحدث بسبب إزدهار نوع أو أكثر من العوالق أو الطحالب النباتية في مياه البحار أو البحيرات، مما يسبب تغير لون المياه بشكل واضح، معظم الوقت يتغير اللون إلى الأحمر، ولكن قد يتراوح لون المياه ما بين البني، البرتقالي، الأصفر الفاتح، الأخضر والوردي، حيث يعتمد اللون الناتج على لون العوالق النباتية التي سببت الظاهرة.
ويراهن الوسط المهني المحلي على تفعيل اتفاقية الشراكة والتعاون التي تم توقيعها بين المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري وتعاونية التضامن للصيد البحري التقليدي سيدي افني شهر فبراير 2021. والتي تروم إشراك بحارة المنطقة في عملية الرصد العلمي للموارد البحرية والظواهر البيئية، وذلك من خلال مرصد تم تجهيزه بمعدات تستجيب لمتطلبات المرحلة .
وتروم الإتفاقية، إشراك الصيادين في عملية الرصد العلمي للموارد البيئية، ما سيمكن من الجمع المستمر للمعلومات البيولوجية والبيئة، على مستوى مواقع الصيد التقليدي، وكذا من اذماج الصيادين في منظومة البحث العلمي، وتدبير البيئة البحرية والمصايد. وذلك من خلال تكوين مجموعة من أطر تعاونية التضامن ، وتعريفهم بالمطلوب منهم ، على مستوى رصد التطورات التي تعرفها الأحياء البحرية، والتغيرات التي من شأنها ان تطال المصطادات المفرغة بالميناء وكدا السواحل المحلية. وتضمينها في معطيات تتم إحالتها على أطر المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري. بما يضمن التعاطي بشكل إستباقي مع مختلف الظواهر التي تعرفها السواحل المحلية .