فقدت الساحة المهنية في قطاع الصيد أحد من رجالتها الذين طبعو الساحة المهنية في الصيد التقليدي خصوصا بسدي بوالفضايل ، يتعلق الأمر بمحمد بودربال الذي وافته المنية يوم الخميس 15 دجنبر 2022، بعد صراع مع المرض لم ينفع معه علاج ،
وطبع الراحل الساحة المهنية طيلة عقود من العطاء السخي في قطاع الصيد البحري على جميع الاصعدة و المناحي حيث يعتبر محمد بودربال أحد المؤسسين الأولين لمجموعة من الهيئات المهنية البحرية بسيدي بوالفضايل، التي كان الهدف منها الرفع من المستوى المعيشي والاقتصادي والاجتماعي لأبناء منطقته، مستندا لعصاميته وكذا تجاربه الميدانية المكتسبة من إحتكاكه بأنشطة القطاع داخل و خارج الوطن. و هو الذي عمل في ريعان شبابه بحارا على ظهر قوارب الصيد تابعة لمجهز بورتغالي من قبيل “سات مارسال sate marsal” والبور دوليز porte dolize إلى حدود سنة 1952 . الأمر الذي ساهم في طبع اسمه المهني بعفويته و حبه للعمل البحري داخل سجل تاريخ قطاع الصيد البحري بالمغرب.
وانتقل المرحوم محمد بودربال سنة 1953، للبحث عن تجارب حياتية و مهنية بحرية جديدة، يغوص من خلالها داخل عالم البحار و المحيطات و يكتشف معها معطيات ومعلومات بحرية. حيث تعتبر هده المحطات لبنات أساسية في تشكل شخصية بحرية خدومة، حيث اشتغل كبحار في ميناء بوردو الفرنسي إلى حدود 1954 لينتقل بسبب ظروف العمل بعد ذلك إلى شمال فرنسا وبالتحديد مدينة ليل الفرنسية وعمل في القطاع المنجمي إلى نهاية سنة 1959، وهي التجربة التي ساهمت في تنصيبه سنة 1970 كمشرف على العاملين داخل مشروع بناء السد يوسف ابن تاشفين لمدة ثلاث سنوات من العمل المتواصل، الا ان حبه و عشقه لقطاع الصيد البحري دفعه حسب سيرته الحياتية للانتقال لدولة فرنسا بهدف اجتياز امتحان ربان صيد داخل بواخر الصيد المزودة بالمحركات صنف ” أ ” و ”ب“ حيث اجتاز الاختبار بنجاح سنة 1978.
محمد بودربال، اسم معروف و متداول داخل الأوساط البحرية، بجميع المدن المغربية خصوصا منها الساحلية ” هو من مواليد فاتح يوليوز 1932 بدوار سيدي بولفضايل بجماعة أربعاء الساحل ، حيث صنع لنفسه اسما في المجال المهني البحري و الجمعوي والسياسي، حيث انتخب بداية كمستشار جماعي في المجلس القروي لجماعة أربعاء الساحل باسم حزب التقدم والاشتراكية . كما انتخب عضوا بالمجلس الإقليمي لتيزنيت وعضوا في غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى بأكادير لفترات عديدة ، وكان عضوا مؤسسا ورئيسا لجمعية جلب سيدي بولفضايل وتعاونية جلب للصيد البحري التقليدي بسيدي بولفضايل، التي انتخب رئيسا لها منذ سنة 2001 إلى غاية 2010، ثم انتخب مجددا في نفس المنصب في سنة 2014. وكان من المساهمين الأساسيين في متابعة أشغال تهيئة مرفأ جلب سيدي بولفضايل واستكمال بنياته التحتية الأساسية…
و في شهادة خديجة بودربال رئيسة التعاونية النسوية تيكري الساحل بسيدي بولفضايل ،أكدت أن شهادتها المتواضعة في حق المرحوم الذي يعد بالمناسبة عمها، لن يستطع إضافة شيء كثير إلى ما يعرفه عامة الناس خصوصا بمنطقة بولفضايل ، وخاصتهم عن خصال المرحوم العالية، ومساره المهني الذي لا يخفى على صغير أو كبير من ساكنة المنطقة ككل . وأشادت خديجة التي بدت خلال تصريحها الذي خصت به جريدة البحرنيوز متأثرة برحيل المرحوم، وبمواقفه الإنسانية، و التي تبقى حسب تصريحها، داعمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.
ما أقسى وأصعب على مهنيي الصيد البحري بمنطقة بوالفضايل وسوس عموما الحديث و تداول اسم محمد بودربال رحمه الله بصيغة الماضي” يقول عبد الله اعراب رئيس جمعية أمود للنماء بسيدي بنوار بأكلو، هو الذي كان إلى عهد قريب جدا، حاضرا بقوة داخل الساحة البحرية المهنية، التي تطغى على شخصيته المهنية المتسمة بالصراحة، و تسودها الحركية والحيوية الدائمة. وهو الأمر الذي فسح له المجال في حياة، ليحظى بقدر كبير من الاحترام والتقدير، داخل الأوساط البحرية العاملة بقطاع الصيد البحري بجميع ربوع المملكة .
رحل الفقيد عن عمر يناهز 90 سنة، مخلفا وراءه تاريخ بحري عريق، طبعه بشخصيته الخدومة والمتطلعة التي رافقته إلى السنوات الآخيرة من حياته قبل يفاجئه الموت على فراش المرض ، تاركا وراءه قصصا جمعت ما هو مهني بما هو إنساني . فرحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه وألھم دويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.