شكل هاجس تطوير تربية الأحياء البحرية بالسواحل المتوسطة وتحفيز الإستثمار في هذا الورش البحري الهام محط مباحثات ونقاش ضمن لقاء إحتضنته غرفة الصيد البحري المتوسطية يوم الخميس 22 أكتوبر2020 في سياق إستعداد لإطلاق الأشغال انشاء وتجهيز مزارع لتربية بلح البحر ضمن مشروعين لفائدة المقاولين الشباب بمنطقة “كالا يريس” باقليم الحسيمة، الذين تشرف على إنجازهما غرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة بتمويل من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، التي رصدت له إعتمادا ماليا أ في حدود 400 مليون سنتيم. وهما المشروعين الذين رصت صفقة إنجازهما على شركتين، يتعلق المر بالشركة الإسبانية ”JJCHICOLINO ” ونظيرتها المغربية “ MAPIMAR”
وتميز اللقاء الذي إكتسى طابعا تقنيا بحضور ممثلي الشركتين ، إلى جانب إداريين عن الوكالة الوطنیة للأحیاء المائیة وفاعلين مهنيين في قطاع الأحیاء المائیة بنفوذ الدائرة البحرية بالإضافة إلى مدير غرفة الصيد المتوسطية ، بالخوض في مختلف التفاصيل التقنية المرتبطة بتنزيل المشروع على أرض الواقع حيث تعول الغرفة المتوسطية بطنجة على تسريع الأشغال بالمشروعين الجديدين لتربية بلح البحر بإستثنمار مالي في حدود 4 ملايين درهم.
وقال رؤوف الحنصالي مدير غرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة، ان المشروعين يعتبران أول مشروعين في سياق مشاريع تربية الأحياء البحرية التي تمولها وزارة الفلاحة والصيد البحري في مجال تربية الأحياء البحرية لفائدة المقاولين الشباب ، وذلك في أفق تنزيل مشاريع مماثلة لاسيما لفائدة التعاونيات البحرية بمنطقة قاع أشراس. ما يشكل تحفيزا للمستثمرين الشباب والفاعليين المهنيين في الإندماج في قطاع تربية الأحياء البحرية، حيث الرهان الأكبر على تطوير هذه الإستثمارات، وتحفيز رؤوس الأموال لولوج هذا القطاع، الذي تراهن عليه الوزارة الوصية على قطاع الصيد ومعها الدولة المغربية عموما، ضمن إسترتيجية أليوتيس لتنويع مصادر المنتوجات البحرية وإعطاء إضافة نوعية لقطاع الصيد بالبلاد .
وسجل الحنصالي في تصريحه لجريدة البحرنيوز ، أن الغرفة إغتنمت فرصة لقائها مع الشركة الإسبانية “”JJCHICOLINO” المتخصصة في المرافقة والمواكبة التقنية لإنجاز مشاريع تربية الأحياء البحرية وكذا بيع التجهيزات المرتبطة بذات القطاع، (إغتنمت الفرصة) لتطوير برنامج للتكوين في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية في مجال تربية الأحياء المائية. إذ أكد أن الغرفة عازمة على تطوير شراكة في هذا المجال، لاسيما وأن التكوين رغم أهميته القصوى ، يبقى غائبا ومغيبا، في قطاع تربية الأحياء المائية . وسيركز توجه المشروع التأطيري الذي يعول الفاعلون على إنطلاقته في القريب العاجل، على تكوين المكونين، الذين سيتولون مهمة تأطير الفاعلين المهنيين والشباب الراغب في الولوج لهذا التخصص المهني، المرتبط بتربية الأحياء المائية. وذلك وفق برنامج سيكون محددا في المدة، كما سيركز على الجانب النظري والميداني .
ونبه المصدر الإداري في موضوع آخر، إلى ضعف الميزانيات التي تم رصدها لإنجاز المشاريع المرتبطة بالشباب والتعاونيات، والتي تبقى حسب تعبير المصدر الإداري للبحرنيوز ، غير كافية . وهو ما يفسر تعثر إنطلاق مشاريع مماثلة بعدد من جهات المملكة، حيث ان مناقصات لإختيار شركات تتولى إنجاز مشاريع بالداخلة وأكادير لم تحضى بإهتمام الشركات إلى حدود اللحظة، حيث ان الشركات ترفض الإنخراط في مشاريع، تبقى عاجزة عن تغطية نفقاتها. وهو معطى يقول الحنصالي ، يجعل الوزارة مطالبة بإعادة النظر في الإعتمادات المالية، التي رصدتها للمشاريع التي تستهدف الشباب والتعاونيات .
ويدخل المشروعان الذان ستتولا الشركتين مهمة إنجازهما بسواحل كلايريس ، في اطار برنامج للوكالة الوطنية لتنمية الأحياء البحرية، من أجل تطوير ستة مشاريع ممتدة على 105 هكتار لتربية الأحياء البحرية بإقليم الحسيمة، منها مشروعان مخصصان للمستثمرين الشباب. وهي المشاريع التي كان قد تم إطلاق بشأن تطويرها طلبي إبداء الاهتمام لفائدة المستثمرين .
ويراهن على المشاريع الستة، حسب ما كشفته التقديرات الأولية التي رافقت إطلاق طلبي الإهتمام، في تحقيق قدرة إنتاج تصل إلى 5132 طنا، ما سيمكن من خلق المئات من فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن تطوير الكفاءات المحلية. وهو ما يضمن الرفع من مردودية المشاريع واستدامتها وفق تصريح مسؤولة وزارية سابقة في القطاع.
وتتوفر الحسيمة حسب المهتمين على بنيات تحتية مهمة، ما يوفر بيئة مواتية لتنمية قطاع الأحياء البحرية، وذلك عبر مقاربة تشاركية مندمجة، تأخذ بعين الاعتبار البعد الإيكولوجي. حيث توكد وزارة الفلاحة والصيد البحري أن تنمية هذا القطاع الواعد يدخل ضمن رؤية استراتيجية مبنية على أسس تشاركية متوجهة نحو التنمية المستدامة.