تداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي سفينة صيد وهي تبحر في المياه الأطلسية الجنوبية في أجواء مناخية صعبة للغاية، حيث فتح هذا الشريط نقاشا قويا على مواقع التواصل الإجتماعي حول مسؤولية الإبحار، في هذه الظروف الصعبة التي تهدد القطع البحرية ومعها الأرواح البشرية.
وتطرق النقاش لحدود المسؤولية بين الربابنة والمجهزين والإدارة، حيث حمل كثيرون المسؤولية للربان بالدرجة الأولى بإعتباره الجهة المسؤولة رقم 1 على سلامة الأرواح البشرية والسفينة في البحر، حيث أكد ربان سابق في الصيد في أعالي البحار في تصريح للبحرنيوز، أنه عادة عندما تكون هناك امواج عاتية ورياح قوية تتجاوز 8 بوفور، من المفروض أن توقف السفن نشاطها المهني ، وعدم المغامر بالإنخراط في عملية صيد، لأن السفينة تصبح غير قادرة على التحكم في توازنها وعمليات المناورة، وهو ما من شأنه تعريض القطعة البحرية ومعها العنصر البشري للخطر.
وأوضح ذات المصدر أنه كربان عندما كان ينشط في هذا الأسطول، كان يرتكن رفقة باقي زملائه على متن السفن إلى مشارف ميناء الداخلة ، حيث يتم الرمي بالفؤوس لضمان إستقرار السفينة، وإنتظار مرور الظروف الصعبة، غير أن الكثير من ربابنة اليوم هم يخاطرون بسفنهم بمواصلة عمليات الصيد، مطاردين رقم الأعمال في ظروف صعبة، وهو ما كان من نتائجة حادث سفينة “تيليلا” التي راح ضحيتها مجموعة من البحارة.
إلى ذلك أكد مصدر آخر أن السلطة التقديرية للربان سواء في الصيد الساحلي أو في أعالي البحار، تراجعت بشكل رهيب في السنوات الآخيرة، حيث أن الربان اصبح ينتظر الأوامر التي ستأتيه من البر، وهي خطوة غير مقبولة، خصوصا وأن الربان وحده من يعرف بخصوص القطعة البحرية التي يقودها ويسيرها، وكذا بالأجواء التي تحيط به، وبالتالي فالقرار من المفروض أن يكون بيده، لأن ذلك يدخل ضمن مسؤولياته المهنية، فالمجهز عندما إختار هذا الربان ليقود سفينته، فقد وضع فيه كامل الثقة للقيام باللازم وفق الصلاحيات التي يخولها القانون.
أحد المجهزين تحدث للبحرنيوز، شدد على أن السلامة البحرية تبقى التوصية الأساسية التي يقدمها المجهز لطاقمه، بل أكثر من ذلك فالمجهزون عمدوا إلى تجهيز سفنهم بالكثير من معدات السلامة البحرية ، لأن الأرزاق تعوض لكن خسارة الأرواح لا تعوض بتاتا. لذلك فالمجهزون مع تطور تكنولوجيا الرصد، أصبحوا يؤكدون على الربابنة بعدم المجازفة، وتلافي المغامرة في الأجواء الصعبة، مع إتخاذ مختلف التدابير الممكنة لتأمين سلامة المركب والأطقم البحرية.
مصادر آخرى أكدت للبحرنيوز أن مدخل الثقة بين المجهز والربان يعد هو المدخل الأساسي في الإصلاح، فحينما يتمتع الربان بثقة المجهز، يكون على درجة عالية من القدرة في إتخاذ هذا القرار، خصوصا وأن هناك بعض المجهزين الذين يمتلكون عددا من السفن والمراكب، وبالتالي فإن التدبير الجماعي للقرار يمنح الربان جرعة إضافية في التنفيذ، لأن من غير المعقول تقول المصادر أن ان تكون النشرة الجوية البحرية تشير إلى رياح بقوة 8 بوفور وأمواج قوية ، وتواصل السفن والمراكب عمليات الجر والمناورة، فهذه مغامرة ما بعدها مغامرة، لاسيما وأن عملية الجر في ظروف جوية صعبة تعقد من مهام الربابنة في التحكم في السفينة أو المركب، وبالتالي يكون عرضة للصعوبات.
إلى ذلك تشدد المصادر على ضرورة دخول إدارة الصيد البحري على الخط، لأنها باتت مطالبة بإعادة النظر في النشرات والإعلانات التي تقدمها، والتي من المفروض ان تصبح أكثر حزما وتدقيقا، لأن عبارة الحيطة والحذر تحتمل تأويلات كثيرة، خصوصا وأن السواحل المغربية تعرف في السنوات الآخيرات متغيرات جوية، بات لزاما على الجهات المختصة آخذها بعين الإعتبار، درءا لعنصر المفاجأة وحماية للأواح والممتلكات، وبالتالي يتم إقرار إيقاف عمليات الصيد عند تجاوز سرعة الرياح مقياس يبعث على الخطر، خصوصا وأن هناك سفن ومراكب أصبحت تثير الكثير من الشكوك في مسايرة الأجواء الصعبة بالنظر لتقادمها .
وإليكم شريط الفيديو ونتظر منكم مشاركتنا بأرائكم هذا النقاش :
السلسلة الوثائقية رجال البحر. تمارين ميدانية حول السلامة البحرية والإنقاذ على متن الباخرة المدرسية الحسني. https://youtu.be/5MTsu5ik4b8?si=Nbvm9DJVZRXQzlut