تحولت المحمية البحرية الواقعة بساحل إقليم شفشاون، التي كان يُفترض أن تكون نموذجاً لحماية الثروات البحرية، إلى مكب ضخم للنفايات، في انتهاك صارخ للقانون يهدد البيئة وصحة المواطنين، ويدمر التنوع البيولوجي وفق ما أوردته تقارير صحفية.
وأفاد موقع “صوت المغرب” نقلا عن مصادر وصفها بالمحلية بإقليم شفشاون، أن الجماعات الساحلية الأربع (تزكان، سطيحات، بني بوزرة، أمتار) تقوم يومياً برمي نفاياتها المنزلية والصلبة من الجروف مباشرة إلى البحر، مما أدى إلى امتلاء الأعماق بالأكياس البلاستيكية بدل الحياة البحرية، متسبباً بأضرار فادحة للصيادين والسكان.
وأمام هذا الوضع الكارثي، قرر حامد السرغيني، عضو جماعة تزكان ومحترف غوص بالمنطقة، رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية ضد الجماعات المعنية، مطالباً بوقف التلوث فوراً وإنشاء مطارح مراقبة. كما دعا المنتخبين، الحقوقيين، الجمعيات البيئية، والإعلام للانضمام إلى المعركة القانونية والبيئية، لكشف ما وصفه بـ”الجريمة البيئية”.
وأوضح السرغيني في تصريح لذات الموقع الإخباري، أن المنطقة تعاني من تلوث حاد نتيجة وجود ثلاثة مكبات رئيسية، حيث تُنقل النفايات إلى البحر عبر خنادق، ما أدى إلى تبييض الصخور واختفاء الحياة البحرية، في مؤشر خطير على التلوث. كما أشار إلى غياب أي ترخيص قانوني لهذه المطارح، وغياب معايير واضحة لاختيار مواقعها، إذ تُتخذ قرارات فردية من رؤساء الجماعات دون آليات رسمية. فيما اختتم السرغيني بالتأكيد على أن المنطقة مصنفة كمحمية بحرية من الدرجة السادسة، ما يجعل التلوث فيها مسألة تستدعي تدخلاً عاجلاً.