أسدل الستار على فعاليات الدورة السادسة من تظاهرة “شواطئ الشعر”، التي نظمتها دار الشعر بمراكش أيام 1 و2 و3 غشت، بشاطئ أكلو في مدينة تيزنيت، بتنسيق مع المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة. إذ تحولت هذه التظاهرة، على امتداد ثلاثة أيام، إلى ملتقى ثقافي وفني جمع بين الشعر والموسيقى والفنون التشكيلية، في أجواء صيفية جمعت المصطافين وعشاق الكلمة.
وتميز حفل الاختتام بلوحة شعرية ممسرحة بعنوان “في محبة الوطن والشعر”، أعدتها وأخرجتها الفنانة نزهة الجعيدي بمشاركة أطفال ومرتادي ورشات الشعر والإلقاء والتحسيس بالقراءة، التي احتضنتها خيمة مفتوحة يوميًا لتنمية المهارات الإبداعية للأطفال واليافعين. كما خصصت مكتبة شاطئية للمصطافين، ضمت إصدارات شعرية ونقدية ومجلات ثقافية صادرة عن دائرة الثقافة بحكومة الشارقة، إلى جانب فضاء للتشكيل ومنحوتة رملية على الشاطئ.
وقال عبدالحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، أن “شواطئ الشعر” تندرج في إطار انفتاح الدار على المدن الساحلية المغربية، وترسيخ ثقافة الاعتراف برموز الإبداع الوطني، وتوسيع فضاءات تداول الشعر في الأماكن العمومية. من جانبه، نوه محمود الزماطي، المدير الإقليمي لقطاع الثقافة بتزنيت، باختيار شاطئ أكلو – الحاصل على اللواء الأزرق 13 مرة – كفضاء لهذه التظاهرة، معتبرًا تكريم جامع بنيدير حدثًا ثقافيًا ذا رمزية خاصة.
وتضمن برنامج الدورة أمسيات شعرية ضمن فقرة “أوال”، بمشاركة أسماء بارزة مثل زهرة ديكر، وفريد زلحوط، وعبدالرحمان آيت باها، الذين تنوعت قراءاتهم بين العربية والأمازيغية والفرنسية، مصحوبة بأنغام فرقة “أزوان ن سوس” بقيادة الفنان عادل كاشينا. كما أحيت فرقة أحواش تيزنيت الفقرة الفنية الختامية، وقدمت الإعلامية عائشة ادعلاو فقرات الحفل.
ولم تقتصر التظاهرة على الشعر، بل فتحت المجال للنقاش الثقافي من خلال فقرة “تجارب شعرية ونقدية”، التي تناولت موضوع “التعدد اللساني والشعر”، بمداخلات لعدد من الباحثين والشعراء، من بينهم جامع بنيدير – الذي تم تكريمه في هذه الدورة – وعياد ألحيان، وخديجة الكجضى، حيث ناقشوا أثر التنوع اللغوي على الإبداع الشعري وعلاقته بالتقاليد والهوية الثقافية.
يذكر أن اليوم الثاني من التظاهرة كان قد شهد أمسية شعرية بمشاركة محمد واكرار، وأمينة إيقيس، وحسان بنعطار، الذين أبدعوا في نصوص مزجت بين الزجل والشعر الأمازيغي والعربي، ترافقها موسيقى تراثية من عزف الفنانين عادل كاشينا ومحمد بلمقدم، في احتفاء بالتنوع الثقافي المادي واللامادي.