تعد تجربة “جمعية الأمل لأرامل وأيتام البحارة،” بمدينةأكادر وسط المغرب تجربة نموذجية في مجال الإهتمام والترافع حول قضايا أرامل وأيتام البحارة، حيث فتحت هذه الجمعية الناشئة عيون المجتمع على معاناة هذه الشريحة ، التي ظلت تعاني في صمت رهيب، بين مطرقة الفقدان المرتبط بوفاة أو غرق الأزواج في البحر وسندان الهشاشة المترثبة عن ضعف التكوين وعدم الإلمام بالمساطر الإدارية والقانونية التي تحتاجها الأرملة بعد غرق أو موت زوزجها البحار.
وفي سياق الإهتمام بهذه الشريحة، إنطلقت صباح بوفزوز رئيسة جمعية الأمل لأرامل وأيتام البحارة، قبل شهور في رحلتها لجمع التبرعات من ذوي القلوب الرحيمة، بهدف توفير قفف رمضانية، تضم أساسيات المواد الغذائية، بغية توزيعها على الأرامل وأيتام البحارة، بشكل متساوي في جو تسوده روح التضامن والتكافل والرحمة .
هذا العمل الخيري، حسب صباح بوفزوز رئيسة جمعية الأمل لأرامل وأيتام البحارة، يدخل في إطار أهداف الجمعية، حيث تستبق هذه الآخيرة حلول المناسبات الدينية خصوصا منها عيد الاضحى وشهر رمضان الأبرك، بحملة جمع التبرعات، من خلال الإعتماد على شخصيات بحرية بارزة تابعة لأسطول الصيد بأعالي البحار والجر والسردين، قصد توفير قفف رمضانية لصالح أرامل وأيتام البحارة، الذين لم تسمح لهم إمكانياتهم المادية باقتناء اساسيات المواد الغدائية. خصوصا في هذه السنة التي تعرف غلاء مجموعة من مواد التموين في الأسواق الوطنية.
هي أوضاع مالية مازالت تتخبط داخلها أرامل و أيتام البحارة، ساهمت حسب قول الفاعلة الجمعوية في مباشرة الحملة قبل وأثناء شهر رمضان، من خلال ربط مجموعة من الإتصال في رحلة البحث عن المحسنين الداعمين، لتجهيز أزيد من 600 قفة، مبرزة في ذات السياق أن حملا كبيرا بمقدار الجبل قد إنزاح، بعد أن تم الوصول لتحقيق هذه الغاية بمساهمة المحسنين، حيث تكلف أحدهم ب 100 قفة ، فيما تكلف آخرون بقرابة 500 قفة، وهو خبر سار لمكونات الجمعية ، لكون المبادرة التي أصبحت تقليدا مناسباتيا ، ستدخل السرور على الأسر المحتاجة ، داعية في ذات السياق مكونات المجتمع إلى الإنفتاح أكثر على الأرامل والأيتام بشكل عام، خصوصا في هذا الشهر الفضيل ، لأن هناك أسر تعاني العوز لكن تخشى البوح ومد اليد .
وسجلت صباح بوفزوز التي تم تجديد الثقة في شخصها كرئيسة للجمعية التي أصبحت بإمتداد وطني ، أن هذه المبادرة الإحسانية عمادها التكافل والتضامن الإجتماعي، لكونها ستدخل الفرحة على أرامل وأيتام البحارة، حيث أوضحت الفاعلة الجمعوية في مسترسل حديثها مع جريدة البحرنيوز، انها تقوم بتوزيع هذه القفف الرمضانية، قبيل آذان المغرب وآذان العشاء، بهدف إضفاء صبغة الستر على عملية توزيع القفف بشكل منظم، اعتمادا على عنواين سكنى الأرامل لصيانة كرامة المستفيدات، إذ تواصل بوزفور عملية التوزيع بشكل متساو يستحضر هشاشة وضعية الأرامل.
في موضوع اخر طالبت رئيسة الجمعية من الجهات المسؤولة بتخصيص حملات تكوينية وأيام دراسية لفائدة منخرطات الجمعية، لتقريبهن من المواضيع المرتبطة بالمجال القانوني، والمسائل الإدارية كالضمان الاجتماعي، والتأمينات … بغرض معرفة حقوق وواجبات الأرامل، خصوصا وأن بعضهن موبسبب الجهل بالمساطر الإدارية والقانونية أضحت ملفاتهن ضمن خانة التقادم، بسبب غياب المتابعة القانونية والتتبع الإداري لملفاتهم، لدى المؤسسات الحكومية . وأوضحت في ذات الصدد ان المعرفة القانونية والإدارية، ستساهم لامحالة في التعامل بسلاسة مع مختلف الملفات الجديدة لأرامل البحارة.
وذكرت بوفزوز، انها تحاول على قدر المستطاع خلق التوازن بين متطلبات ابنائها خلال الشهر الفضيل وأعمالها الجمعوية، إلا أنها دائما ما تنجح في موازنة اعمالها الجمعوية والمنزلي. وذلك من خلال توجهها للمطبخ في فترة انتهاء أعمال الجمعية، لتوفير الأطباق التي تروق مكونات الأسرة، مشيرة في ذات الصدد، أنها تواضب على تحضير طبق البايلا، و دلك من خلال فرم البصل واضافة عصارة الطماطم والأرز، داخل إناء الطبخ لتنضاف له المتوفر من فواكه البحر كالقيمرون، أو الصدفيات صنف المحار، الكلمار ، وقطع من سمك الميرلا وقطع من الدجاج والديك الرومي، حيث تدمج باستعمال البهارات من قبيل، الابزار، الخرقوم، سكنجبير، الملح… ليتم تزين الطبق بحبات الفلفل الحار و دوائر الليمون.