صراع الأقطاب في الصيد البحري… هل تتدخل الوزارة لوقف النزيف؟

1
Jorgesys Html test

بقلم عبد الخالق جيخ *

إهتزّ قطاع الصيد البحري على وقع خصومة علنية اندلعت على مستوى مقر كتابة الدولة المكلفة بالصيد بين مجهز في أعالي البحار صنف الرخويات ومجهز لسفينة  الصيد السطحي بالجرRSW ، تحولت إلى تبادل اتهامات خطيرة تمس الثروة السمكية، وكشفت عمق التوترات التي تعتمل داخل القطاع، وخصوصًا غياب حزم الوزارة الوصية في ضبط النظام.

في قلب هذا الصراع، إتهم مجهز مراكب الصيد في أعالي البحار، نظيره في الصيد السطحي بالجر، بقيام مراكبهم بالصيد في (الحجرات) كما يسميها المهنيين اي المناطق الصخرية، وهي مناطق حرم الصيد فيها على مراكب أعالي البحار نظراً لحساسيتها البيئية ودورها الحيوي في تكاثر الأسماك وبالخصوص سمك (الدوراة) و(شاما) وحتى الرخويات، وهو اتهام خطير، لأن هذه المناطق مصنّفة ضمن المناطق البيولوجية المحمية، يُمنع فيها الصيد حفاظًا على استدامة الأرصدة. غير أن الرد لم يتأخر  من الرطف الآخر ، إذ اتهم مجهز الصيد السطحي مراكب أعالي البحار بأنها تستعمل شباكًا ضيقة العيون لتبطين الشبكة ، في خرق واضح للمعايير التقنية، يؤدي إلى اصطياد صغار الأسماك وتهديد السلسلة البيولوجية البحرية.

فما حدث وما ترثبت عن من تطورات ليس شجارًا عابرًا بين مهنيين، بل إفادات علنية صادرة عن فاعلين أساسيين في منظومة الإنتاج البحري، تُلقي الضوء على ممارسات محتملة تمس استدامة الثروة السمكية. الأخطر أن هذه التصريحات تعني أن الخروقات، إن صحّت، تقع بعلم أو بصمت الوزارة الوصية، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول دور الرقابة والتفتيش والردع وإفادات الطرفين، وأصبح ضرورة ليس فقط لتحديد المسؤوليات، بل لحماية الثقة في الدولة والقانون.

فكلما سكتت الوزارة عن الخروقات، كلما توسّعت هوة الريبة، وتعزز شعور المهنيين النزهاء بأن القانون يُطبق بانتقائية. والمطلوب اليوم ليس مجرد توضيح من صناع القرار، بل تحقيق عاجل، تُفعّل فيه المساطر الإدارية والقضائية ضد كل من يثبت تورطه. لأنّ الحفاظ على الثروة السمكية واجب وطني لا يقبل المساومة، ولا ينبغي أن يضيع وسط صراعات المصالح أو تحت طاولة التجاذبات المهنية.

*عبد الخالق جيخ فاعل كنفدرالي مدون مهتم بقضايا قطاع الصيد البحري 

Jorgesys Html test

تعليق 1

  1. سلامي للجميع.
    لوقف هذا النزيف وتجاوز سوء فهم المنظومة التدبيرية للقطاع ككل.
    بناءا على مقتضيات ميثاق الممارسات الجيدة للمهنيين بشأن الصيد المسؤول والمستدام لسنة 2005.
    وبناءا على مقتضيات المرسوم عدد 2.18.722 الصادر في 30 شتنبر 2019، والمتعلق بمخططات تهيئة و تدبير المصايد.
    على كتابة الدولة المكلفة بالقطاع بشراكة مع جامعة الغرف المهنية المعنية بقطاع الصيد البحري الحسم في مراجعة قرار وزير الصيد البحري رقم 01-370 المتعلق بتحديد شروط إستعمال الشباك المثقلة في صيد رأسيات الارجل لسنة 2001.
    بالإضافة إلى مراجعة قرار وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات رقم 3049.19 الصادر في 9 صفر 1441( 8 أكتوبر 2019 ) المتعلق بتنظيم مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة الأطلسية الجنوبية، مع تعميمه حسب خصوصية المجال البحري للغرف المهنية الأربعة.
    https://albahrnews.com/وزارة-الصيد-تعيد-تنظيم-مصيدة-الأسماك-ا/

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا