لفظت مياه الأطلسي اليوم الإثنين 28 شتنبر 2020 حوتا ضخما، بشاطئ سهب الحرشة غرب ميناء طانطان. حيث شوهد الحوت وهو تتقاذفه الأمواج بين الصخور المتاخمة للشاطئ .
وكشفت مصادر مطلعة أن الحوت من نوع Rorqual يبلغ طوله 13 مترا، و يقارب وزنه 12 طنا وهو على درجة من التحلل ، ويعيش هذا من النوع من الحيتان الذي يعرف أيضا بالحوت الزعنفي، في جميع البحار، والمحيطات وخاصة العميقة والبعيدة عن الشواطئ. ويهاجر حوت الساي، أو الروركال الباليني سنويا من المياه الباردة، وشبه القطبية، في فصل الصيف إلى المياه المعتدلة، وشبه الاستوائية في فصل الشتاء، ويتغدى حوت ( الساي ) الإسم مستمد من اللغة النرويجية، أساسا على مجدافيات الأرجل، والإيفوزيات وغيرها من العوالق الحيوانية.
وحسب الأخصائيين فإن هذه الحيتان التي تعد من عائلة Balaenoptera boreali ، هي حوتيات نحيفة، على الرغم من أنها أكثر قوة من الحيتان الزعنفة. وهذا هو السبب في أنه يطلق عليه أحيانًا اسم “سلوقي البحر” لأنها من أسرع الحيتان الكبيرة ، إذ يمكن أن تتعدى سرعته 50 ميلا في الساعة.. . ويتراوح طولها عادة بين 12,2و 16 مترًا، ويبلغ طول أطولها حوالي 20 مترًا ، وهو ثاني أكبر الثدييات البحرية بعد الحوت الأزرق. لسوء الحظ ، فإن هذه الأنواع ليست أقل عرضة للخطر …
وتتمتع هذه الأنواع بعمر طويل، ربما مائة عام. ومع ذلك ، تبقى مهددة بسبب ضربات السفن وآثار تغير المناخ. ويمكن أن تظل حيتان الزعانف مغمورة لمدة تصل إلى 20 دقيقة وتصل إلى أعماق تصل إلى 500 متر.
وقالت مصادر محسوبة على مهني الصيد، أن من الناذر جدا مشاهدة حوت من هذا الشكل الغريب جانحا بالمنطقة، حيث أوضحت مصادر أخرى أن هذا النوع من الحوت هو يطلق عليه لدى عامية البحارة بالمنطقة “بوعين”حسب تعبيرهم.
وإستنفر الحادث عناصر من الدرك الملكي والسلطات المحلية، إلى جانب أطر تابعة للمعهد الوطني للبحث في الصيد. هؤلاء الذين هرعوا إلى مكان تواجد الحوت، بمعية باقي الجهات المختصة، لمعاينة الحيوان البحري النافق، ومحاولة الوقوف على أسباب نفوقه، حيث تم تدوين مجموعة من الملاحظات بخصوص الحادث، في تقارير حسب الإختصاص ، لتعميق الأبحاث بخصوص النازلة قبل الإنصراف إلى عملية الدفن بعيدا عن الشاطئ .
وغذت ظاهرة نفوق الحيوانات البحرية بالجنوب المغربي، لاسيما بالسواحل الممتدة بين طانطان والعيون، مصدر قلق للباحثين والمهتمين بالبيئة البحرية والتنوع البيولوجي البحري ،في ظل التزايد الذي تعرفه الظاهرة، حيث أصبح المشهد يتكرر بشكل مثير للإهتمام.