يعيش أسطول الصيد الساحلي صنف السردين بميناء الوطية، عطالة إضطرارية فرضتها التقلبات الجوية التي تطبع سواحل إقليم طانطان مند أيام، كان لها تأثير مباشر على نشاط المراكب بالمصايد المحلية للأسماك السطحية الصغيرة.
وإضطرت ثلة من المراكب التي تنشط بالسواحل المحلية ، إلى المغادرة في إتجاه ميناء سيدي إفني ، لتعويض حالة الفراغ والركود التي يمر منها ميناء الوطية، خصوصا وأن نشاط المراكب في الأيام الماضية التي سبقت التوقف لم يقدم المؤشرات المعتادة ، التي تزرع التفاؤل في صفوف الأطقم البحرية، وتبقيهم مرابطين بالمنطقة، حيث أكد بعض البحارة في تصريحات متطابقة للبحرنيوز أن السواحل المحلية تعيش على وقع ظروف مناخية صعبة. جعلت الأسماك السطحية الصغيرة بعيدة عن السطح في إتجاه الأعماق، وهو ما عبرت عنه ذات التصريحا بعبارة “السردين باقي حاجب”.
ويعوّل الفاعلون المحليون على إستعادة المصايد المحلية لتوازنها في الأيام القادمة ، لإستعادة الرواج، خصوصا وأن الميناء عرف أشغالا مهمة على مستوى جرف الرمال لتأهيل مدخله، وتخليصه من الرمال المتراكمة، وكذا إزالة الرواسب التي ظلت تشكل تحديا على مستوى مدخل الحوض المينائي، حيث تم تخليص المدخل من كميات كبيرة من الرمال التي تم تصحيح إتجاهها بعيد عن المنشأة المينائية .
إلى ذلك وفي موضوع متصل ، عرفت أثمنة المحروقات نوعا من التراجع على المستوى المحلي، لتستقر في 10200 درهم للطن منذ يوم الثلاثاء الماضي ، بعد أن كان ثمن الطن الواحد يفوق 11000 درهم. وهي أثمنة تعد حافزا للفاعلين لتعزيز نشاطهم المهني، حتى وإن كانت بعيدة عن التطلعات، نظير تاثيرها المتواصل على نفقات الرحلات البحرية، حيث يعوّل مهنيو الصيد محليا على تراجع الأثمنة إلى ما دون 8500 درهم ، لتترك مجالا للمناورة والإجتهاد على مستوى المصايد والبحث والتنقيب عن الرشم مع كل رحلة صيد.
وسجلت مفرغات الصيد بميناء الوطية بطانطان خلال الربع الأول من سنة 2023، إرتفاعا على مستوى الحجم والقيمة، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2022، وفق ما أكدته أرقام صادرة عن مندوبية الصيد البحري بالدائرة البحرية لطانطان، التي أكدت أن ميناء المدينة إستقبل إلى حدود 21 مارس الماضي أزيد من 2500 طن من الأسماك السطحية الصغيرة بقيمة تفوق 7,48 مليون درهم، وهو ما يعكس إرتفاعا بنسبة 150 في المائة على مستوى الحجم و545 في المائة على مستوى القيمة، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2022، التي إستقرت فيها المفرغات عند حدود 445 طن بقيمة توقفت عند 1,16 مليون درهم .
ويعد ميناء طانطان من بين أهم موانئ الصيد البحري بالمغرب والثالث على صعيد الأقاليم الجنوبية للمملكة بعد الداخلة والعيون، ويساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بجهة كلميم وادنون عموما، وإقليم طانطان خاصة. إذ وبالعودة إلى ارقام المندوبية يعرف ميناء الوطية نشاط أزيد من 500 وحدة في سنة 2023 موزعة على مختلف أساطيل الصيد ، وتشغل الألاف من البحارة .
ويعرف الميناء تواجد 46 سفينة لأعالي البحار و247 قارب للصيد التقليدي (243 نشيطة) و107 مركبا للصيد الساحلي صنف الجر ( يعرف الميناء نشاط 136 مركبا بالنظر لتزايد عدد المراكب الزائرة ) و29 مركبا للصيد بالخيط ، فيما جدد 80 مركبا للصيد الساحلي صنف السردين رخصهم برسم سنة 2023 بميناء الوطية ، لكن النشاط حاليا يبقى منحصرا في حدود 40 مركبا ، فيما تنشط باقي المراكب المسجلة بالميناء بكل من ميناء سيدي إفني وأكادير، تماشيا مع التنطيق الذي يجمع الموانئ الثلاثة في مصيدة واحدة .