إضطرت سفينة لنقل المحروقات إلى مغادرة مشارف ميناء الوطية ، بعد أن ظلت مرابطة هناك لأزيد من اسبوع تنتظر فرصتها في ولوج الميناء ، غير أن معطياتها التقنية وكذا إشكالي الترمل التي تعاني منها البوابة، حالت دون ولوج السفينة للميناء من اجل تفريغ حمولتها ، لتجد طريقها صوب ميناء المحمدية مند مساء أمس الأربعاء.
وأفادت مصادر محلية أن السفينة “MED EMRE” التي تحمل علم مالطا، كانت قد حلت بمشارف الميناء يوم 12 مارس الجاري تزامنا مع الظروف الجوية الصعبة التي عرفتها السواحل المحلية لتبقى مرابطة ، قبل أن تغادر مساء أمس، بعد أن تعدر عليها الولوج للميناء بفعل إشكالية الترمل ، التي حولت البوابة إلى كابوس مزعج بالنسبة لمراكب الصيد ، فما بالك بالسفن التجارية التي تتوفر على معطيات تقنية من حيت الطول والعرض وكذا الحمولة التي لن تتحملها البوابة في ظروفها العادية ، وهو ما جعل من إدارة الميناء ترفض دخول السفينة، لتلافي تكرار سيناريو جنوح ناقلة النفط “سيلفر” قبل أزيد من 10 سنوات بمدخل الميناء.
وتأتي هذه الواقعة في سياق عام يتسم بنقاش قوي حول وضعية البوابة المينائية، حيث راسلت مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمجلش المستشارين وزير النقل واللوجستيك قبل ايام، للحد من ظاهرة الترمل التي تهدد حركة الملاحة وكذا أرواح البحارة بمدخل ميناء طانطان، الذي تحول إلى كابوس مرعب يقظ مضجع سلطات الميناء، وربابنة سفن الصيد الساحلي والصيد في أعالي البحار بشكل مستمر، وهو ما يعرض سلامة البواخر والمراكب للخطر أثناء عبور البوابة. إذ يطالب الفاعلون المحليون بتنفيذ عملية جرف هائلة تستهدف نحو أربعة ملايين مكعب من الرمال بمحيط ومدخل الميناء وحوضه لتسحسن الملاحة و ضمان سلاسة المناورة .
إلى ذلك أكد مصدر خاص لجريدة البحرنيوز أن الميناء كان في وضعية لابأس بها إلى حدود شهر فبراير المنصرم ، لكن مع التغيرات المناخية الآخيرة المتسمة بأمواج عالية ورياح قوية قبل أيام، كان لها الأثر السلبي على تراكم الرمال بمدخل الميناء، وهي الوضعية التي تم التفاعل معها من طرف الإدارة، التي قامت بدراسات تقنية إستطلعت من خلالها الوضعية القائمة، إستعدادا لتنفيذ عملية الجرف لإستعادة القياسات المطلوبة بالقناة . لاسيما في ظل عدم نجاعة الحاجز البحري الحالي في الحد من ظاهرة الترمل التي تحركها التيارات البحرية في اتجاه مدخل الميناء
وأفاد ذات المصدر أن الأيام القادمة وبالضبط أواسط الأسبوع القادم، ستعرف حلول سفينة الجرف بالميناء، لتنفيذ عملية الجرف ، خصوصا وأن الوكالة الوطنية للموانئ إعتادات على تنفيد عمليات الجرف مرتين في السنة، إحداهما تكون بعد فصل الشتاء، تستهدف الرواسب والمخلفات الناجمة عن السيول وما يرافقها من تراكمات، فيما تكون الثانية في الشهور الآخيرة من السنة، وهي عادة ما تكون عملية إستباقية، تهدف في عمومها للإستعداد للترسبات.
ويتطلع مهنيو الصيد لمعالجة إشكالية البوابة، خصوصا وأن عملية المناورة في الولوج والخروج هي تتم بتتبع دقيق من طرف القبطانية التي عمدت في وقت سابق إلى تعميم مجموعة من الإحداثيات التي من المفروض إحترامها من طرف الأطقم البحرية عند الملاحة داخل القناة. وذلك لتلافي الجنوح وسط الرمال ، فيما تحتاج المرحلة القادمة لقرارات تنظيمية لمواكبة النشاط الملاحي، بما يستحضر الوضعية التي تعرفها البوابة، التي تتحول لكابوس مزعج مع الظروف المناخية غير المستقرة التي تعرفها السواحل المحلية .