“الفراق صعب .. لا أستطيع أن أنسى ساكنة طانطان ومهنييها .. صدقوني لو كونت أعلم أني سأتأثر بهذا الشكل عند حلول موعد الفراق لرفضت أن أكون مندوبا من أصله .. صدقا أحب الجميع.. وأحيي الجميع .. وأطلب السماح من الجميع”.
هكذا تفاعل يوسف فنون مع حفل التكريم التي خصه به الفاعلون المهنيون عصر اليوم الجمعة، وقد نزلت كلماته العفوية في قلوب الحاضرين منزلة ريح دافئة.. فبعينين مغمضتين خلع الرجل توب الإدارة ليبرز جوهر الإنسان، في لحظة استسلم فيها يوسف لدموعه تاركا لها حرية التعبير، عما يختلجه من مشاعر اختلط فيها الأسى بالفرح و قساوة الفراق بجمالية اللحظة.
يوسف فنون تقول الشهادات التي تواترت على منصة الشهادات التكريمية، مندوب صَالَحَ المهنيين مع الإدارة، وأعاد الهبة للميناء الذي ظل يتخبط في مجموعة من المظاهر، اضاعت عنه فرصا كثيرة للتموقع ، في أوساط الموانئ الكبرى للمملكة. فلا أحد ينكر اليوم أن الميناء صحح مساره الإداري، وأصبح من أكثر الموانئ دينامية على مستوى المملكة، بدلالة الأرقام المحققة، والتي تكرس مفهوما جديدا للإدارة في تعاطيها مع الواقع البيمهني.
فنون لم ينسب النجاحات التي يعرفها الميناء لنفسه، وإنما أكد للبحرنيوز أن توهج الميناء هو راجع إلى تظافر جهود مختلف الفاعلين، إنطلاقا من المهنيين أنفسهم، هؤلاء الذين أخذوا زمام المبادرة في التغيير، ثم السلطات المينائية بمختلف تلاوينها، فلا أحد يمكن أن يبخس للطانطانيين حفاوة الإستقبال، والدعم المتواصل، الذي كان حافزا حقيقيا على العطاء، وبتعاون من الجميع تم الإنتصار على الواقع، نحو الإرتقاء بالمشهد المهني والإداري، بما يخدم مصالح مختلف المتدخلين ، خصوصا الإقتصاد المحلي والجهوي.
فنون يضع اليوم آخر اللمسات من أجل شد الرحال إلى مدينة الداخلة، بنفس الهمة والتطلع لوضع لمساته على المنطقة التي تواجه اليوم مجموعة من التحديات، يبقى أبرزها مشاكل الصيد التقليدي على خلفية الإحصاء الآخير الذي شخص العدد الحقيقي للقوارب التي تنشط بالمنطقة بين قوارب قانونية وأخرى غير قانونية ، فضلا عن التحديات التي تواجه مصيدة السردين، والأفاق المفتوحة أمام أورش تربية الأحياء البحرية، إذ يملك الرجل من الميكانيزمات التي راكمها في مساره المهني ، ما يعد بإيجاد مقاربات تنتصر للقناعات المبنية على تنزيل المساطر الإدارية، والتفهّم العميق للإنشغلات المهنية وعقلانية الممارسة، والتفاعل المسؤول مع إنتشار الموارد البشرية.
يذكر أن حفل التكرية الذي تخللته مجموعة من الشهادات الصادرة عن رؤساء تمثيليات مهنية وفاعلين مهنيين وإقتصاديين ، وبخضور مجموعة من المتدخلين ، عرفت تقديم مجموعة من التدكارات والهدايا للمندوب كعربون محبة وتقدير ، كما تم أخذ صور تذكارية تؤرخ للحظة الإنتقالية، بإعتبارها تعتبر نهاية حقبة إدارية، وسط تطلع لحقبة جديدة فتحت بشأنها الوزارة الوصية باب الترشيحات، لإعلان إسم جديد على رأس المندوبية في القادم من الأيام .