طانطان .. مراكب السردين تعلن التوقف الإضطراري وتستعجل فتح المصيدة الشرقية لمحاصرة الأزمة القائمة

0
Jorgesys Html test

يعيش ميناء الوطية في الأيام الآخيرة على صفيح ساخن، خصوصا بعد تأخر الإدارة في التفاعل مع مطالب الفاعلين المهنيين بفتح المصيدة الشرقية قبل موعدها المحدد في فاتح شتنبر القادم، إستثاء في هذه الظرفية للتنفيس على الأزمة التي تعرفها المصايد المحلية، المتسمة بإنتشار صغار الأسماك، في وقت تعرف المصيدة المذكورة أحجام تجارية في المستوى الجيد وفق إفادة فاعلين محليين.

وتطورت إحتجاجات الربابنة والبحارة أمس على خلفية الإعتقال المؤقت لربان صيد، بعد تورطه في حيازة أسماك الأنشوبا دون الحجم التجاري، حيث عمد ربابنة نحو 30 مركبا لصيد السردين، إلى وضع  سجلات الإبحار لدى مندوبية الصيد وإعلان التوقف الإضطراري ل 96 ساعة ،  في مشهد يروم من خلاله المحتجون بعث رسائل لسلطات القرار، بأن الربابنة والمهنيين عموما غير مستعدين للتورط في مخالفات، لأن النشاط المهني في الوقت الحالي، لن يأتي من ورائه إلإ التورط في صيد الصغار، أو إختراق مناطق ممنوعة، وبالتالي تحمل تبعات هذه المخالفات من غرامات ثقيلة وإعتقالات يبقى الوسط المهني في المرحلة المتأزمة في غنى عنها.

وإجتمع ربابنة الصيد أمس في لقاء تنسيقي نددوا من خلاله بتأخر الوزارة الوصية في التفاعل مع ملتمسهم، خصوصا وأن اصداء إيجابية كانت قد تسربت من ذواليب القرار،  بعزم الإدارة  فتح المصيدة الشرقية إستثناء ، قبل أن يتبخر هذا الأمل مع تأخر هذا الترخيص، حيث بدأ الشك يتسرب للفاعلين المهنيين، هؤلاء الذين عمدوا إلى تجديد مطالبهم للإدارة الوصية في نراسلة رسمية إلى مندوب الصيد البحري ، ومعه الإعلان عن التوقف الإضطراري لأيام كخطوة تصعيدية، في إنتظار ما سيحمله الأسبوع القادم بخصوص المصيدة الشرقية، فيما تم تشكيل لجنة مصغرة لتنسيقية ربابنة مراكب صيد السردين العاملين بميناء طانطان  تقود المشاورات وتتولى الحوار بخصوص الملف المطروح .

وقال عمر أيت عدي ربان صيد وعضو التنسيقية المنبثقة عن إجتماع أمس الخميس،  أن المهنيين ضاقوا ذردعا بالمصايد المحلية، حيث أنه من غير المعقول أن تستمر المراكب في رحلاتها البحرية ، وهي تعلم جيدا أنها ستعود خالية الوفاض، بالنظر للإنتشار صغار أسماك الأنشوبا التي لا تستوفي شروط التسويق  ، وهي وضعية صعبة ، لاسيما وأن الرحلات البحرية هي مكلفة للغاية ، كما أن الأطقم البحرية أعياها الإنتظار، خصوصا وأننا أمام ابواب دخول إجتماعي جديد مكلف للغاية،  دون إغفال كلف المعيشة التي إرتفعت بشكل رهيب.  وهي كلها معطيات يقول ربان الصيد، تفرض نفسها في هذه المرحلة لترخي بظلالها على الواقع المهني المعاش.

وسجل ربان الصيد ان الربابنة اليوم هم بين سندان صغار الأسماك، التي تحاصرهم بالمصايد حيث يتم صيدها والتخلي عنها في مشاهد تتكرر حد الإزعاج ، وبين مناطق مغلقة يعد دخولها ممنوعا، وهو مشهد صعب لا يحسد عليه الربابنة، فيما تطرح الكثير من الأسئلة اليوم عن مآل الإستثمارات والعنصر البشري، في ظل المراكب الغارقة في الأزمة  الناجمة عن تراكم ديون المحروقات وتكاليف الإنتاج ، حتى أن كثير منها بدأ يفقد عنصره البشري، وهو ما يهدد قطاعا حيويا بالشلل. لدى نجدد نداءنا للإدارة يضيف عمر أي عدي، بتفهم المرحلة وفتح المصيدة الممتدة شمال ميناء الوطية والمعروفة بالمصيدة الشرقية وذلك بتنسيق مع المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، التي تعرف تواجد أسماك تستوفي الشروط القانونية للتسويق وبوفرة خصوصا وأن الإدارة إعتادت على إعتماد قرارات إستثنائية في مثل هذه الظرفية التي يمر منها القطاع .

إلى ذلك سجل أيت عدي أن ما يروج في وسائط التواصل الإجتماعي بكون الربابنة ينتفضون ضد تنفيذ القانون على خلفية إعتقال ربان صيد أمس،  والذي تم الإفراج عنه في وقت لاحق، هو أمر مردود على من يروج له، بل على العكس من ذلك فالربابنة اليوم يطالبون بتشديد الخناق على الصيد غير القانوني وغير المنظم وغير المصرح به، كما أنهم مع تنفيذ القانون على مستهدفي صغار الأسماك،  وكذا ولوج المصايد الممنوعة ، لكن هذه السياسة العقابية من الواجب أن تمر عبر المساطر القانونية، والقنوات الرسمية، لأننا أمام قطاع منظم ومهيكل بقوانين، ويرسم الخطوط العريضة للسياسة الزجرية، في ظل وجود مسطرة الصلح المعتمدة من طرف الإدارة الوصية، وفي حالة رفض الربان أو المهني الإحتكام لهذه المسطرة يتم اللجوء للقضاء، وهي معطيات مكفولة بحكم القانون. وبالتالي فإعتقال الربان دون المرور عبر القنوات الرسمية قد يعد شططا في إستعمال السلطة.

وكان لقاء الأمس قد شدد أيضا على التعجيل بمراجعة الحجم القانوني للأنشوبا، حيث أشار المتدخلون أن إجتهادات تم تفعيلها في وقت سابق بميناء أكادير، بعد إعتمادها تحث سقف غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى ، التي رخصت إستثناء في وقت سابق لرفع الحجم القانوني إلى 70 وحدة في الكيلوغرام، مع تسقيف الطوناج في حدود 12 إلى 14 طنا، في إتفاق بيمهني حضره مجموعة من المتدخلين وكرسته المحاضر، وهي تجربة بات من الضروري تنزيلها على مستوى ميناء الوطية، بالنظر لكون هذا الميناء يقع بنفس نفوذ الدائرة البحرية، وكذا بنفس المصيدة الأطلسية الوسطى “أ” التي تضم موانئ أكادير وسيدي إفني وطانطان ، وبالتالي نشاط نفس المراكب التي تنتقل بين الموانئ الثلاث.

يذكر أن الوزارة إتجهت إلى إعتماد نظام الراحة البيولوجية بمصيدة شرق طانطان شتاء وصيفا،  حيث تمتد راحة الشتاء مابين فاتح يناير إلى نهاية فبراير، فيما حددت راحة الصيف في الفترة الممتدة في اليوم الأول من يوليوز إلى نهاية شهر غشت من كل سنة، وهو نظام للراحة البيولوجية يروم وقف نزيف الصيد بهذه المصيدة،  التي تتوالد بها الأسماك، وتتمتع بعوامل مناخية ملائمة، وتوفر أنواع الأسماك السطحية كالسردين، والانشوبا والإسقمري و أنواع أخرى من القشريات.  

 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا