حالة من التدمر تلك التي يعيش على وقعها طاقم مركب للصيد الساحلي صنف الجر بميناء الوطية بطانطان ، نتيجة ما وصفه ربان المركب بالمماطلة في تسلّم جثة إصطاداتها شباكه على بعد 45 ميل بحري ، وإضطرته إلى قطع رحلته البحرية والولوج للميناء لتفعيل المساطر المرتبطة بمثل هذه النازلة .
وحسب إفادة لربان مركب الصيد الساحلي “اليقين”، فإن هذا الآخير إضطر إلى قطع نشاطه المهني لثاني مرة في أقل من أسبوع، نتيجة إصطياد شباكه لجثة آدمية تعد هي الثانية بعد تلك التي إنتشلها يوم الخميس الماضي، حيث أن الإلتزام الأخلاقي والسلوك الإنساني الرشيد، دفع بالطاقم إلى إختيار الإحتفاظ بالجثة وقطع 45 ميلا بحريا لولوج ميناء الوطية، في الساعات الصباحية قبل فجر اليوم ، من أجل تسليم الجثة للجهات المختصة .
وأضاف المصدر أنه وقبل ولوج الميناء بأزيد من ساعة ونصف، تم إخطار السلطات المينائية للوطية، بالنازلة، وطلب الإدن بالدخول إلى الميناء، حيث رسا المركب بأحد الأرصفة، ووجد في إنتظاره الدرك البحري والأمن الوطني وقبطانية الميناء، وممثلين عن مندوبية الصيد البحري ورجال الوقاية المدنية والسلطات، غير أن المركب ولأزيد من سبع ساعات، لازال ينتظر تسليم الجثة، حيث فشلت السلطات، في تدبير سيارة لنقل الأموات لإحالة الجثة على مستوى الأموات.
ولم يستسغ طاقم المركب هذا الإنتظار الطويل ، بما يعنيه ذلك من معاناة مع الروائح الصادرة عن الجثة، وكذا ضياع أيام العمل تزامنا مع الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط. فقد قارن أحد أفراد الطاقم، بين طريقة الإستقبال التي تم تخصيصها لذات المركب عند ولوجه قبل ثلاثة أيام إلى ميناء أكادير محملا بجثة بشرية، والسرعة التي تم التفاعل بها مع النازلة. بعد ان وجد سيارة الأموات رفقة مختلف السلطات والأجهزية تنتظر على متن الرصيف، ما عجل بتسليم الجثة، فيما يحتاج الأمر لأكثر من ست ساعات على مستوى ميناء الوطية. وهي المدة المرجحة للإرتفاع بالنظر لعدم تدبير سيارة إسعاف.
يذكر ان الجثة التي إصطاداتها الشباك على بعد 45 ميلا بحريا قبالة مياه المنطقة ، بدت في درجة عالية من التحلل ، حيث سيكون على الجهات المختصة إخضاعها للإختبارات الجينة من أجل التعرف على هويتها ، وذلك بأوامر من النيابة العامة المختصة ، كما تنص على ذلك المساطر المتبعة في مثل هذا الحالات.