نظم معهد تكنولوجيا الصيد البحري بطانطان، صباح اليوم السبت، يومًا تحسيسيًا لفائدة مهنيي القطاع، وذلك بشراكة مع مندوبية الصيد البحري، تحت شعار: “السلامة البحرية والصيد المسؤول… التزام من أجل الأرواح واستدامة الثروات”. وذلك في إطار الجهود المبذولة للنهوض بقطاع الصيد البحري وتعزيز وعي المهنيين بأهمية السلامة في عرض البحر.
وشكّل هذا اللقاء التواصلي فرصة لتسليط الضوء على المحاور الأساسية التي تؤطر أنشطة الصيد البحري، خاصة في شقها المتعلق بالسلامة والوقاية، حيث تم تقديم مجموعة من العروض التفاعلية والعروض المصوّرة، ركزت على أهمية احترام التدابير الاحترازية خلال عمليات الإبحار، وضرورة الالتزام بالممارسات المهنية الرشيدة، بما يضمن حماية الأرواح والحفاظ على استدامة الموارد البحرية.
وتطرقت العروض أيضًا إلى أهمية تجهيزات السلامة، وفي مقدمتها صدريات النجاة، وأجهزة التتبع والراديو (BALISE)، باعتبارها أدوات حيوية قادرة على الحد من مخاطر البحر، والتقليل من الحوادث المأساوية التي قد تطال المهنيين، خاصة في حالات سوء الأحوال الجوية أو الأعطاب التقنية المفاجئة.
وقد شهد اليوم التحسيسي تفاعلًا هاما من قبل الحضور، الذي ضم بحارة، ربابنة، أرباب مراكب، وفاعلين ميدانيين، حيث عبروا عن اهتمامهم البالغ بمثل هذه المبادرات، مؤكدين على أنها تلامس بشكل مباشر واقعهم المهني، وتسهم في رفع الوعي الجماعي بثقافة الوقاية والمسؤولية.
واعتبر عدد من المهنيين أن اللقاء يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز مهنية القطاع، ودعم جهود التكوين والتأطير، مطالبين في الوقت ذاته بتعميم هذه الأنشطة في مختلف الموانئ، خصوصًا في فترات الذروة التي تعرف نشاطًا بحريًا مكثفًا.
وفي ختام الفعالية، صدرت جملة من التوصيات التي تؤكد على ضرورة تنظيم مثل هذه اللقاءات بشكل دوري، وتوسيع قاعدة المستفيدين منها، مع تكثيف الحملات التحسيسية داخل الموانئ ومواقع التفريغ، بغية ترسيخ مفاهيم السلامة البحرية والصيد المسؤول.
كما شددت التوصيات على أهمية تعزيز التنسيق بين مؤسسات التكوين والسلطات البحرية والإدارية، بهدف ضمان إشعاع أكبر للثقافة الوقائية، وجعلها جزءًا لا يتجزأ من الممارسة اليومية في قطاع الصيد، بما يخدم الاستقرار المهني للبحارة، ويحافظ على الثروات البحرية كمصدر رزق واستدامة للأجيال القادمة.
