احتضنت قاعة الاجتماعات بمندوبية الصيد البحري بمدينة طنجة، يوم الاثنين 12 ماي 2025، لقاءً جمع مسؤولي القطاع مع ربابنة، ومجهزي ومقابلي مراكب الصيد بالجر، وذلك بطلب من جمعية البوغاز للصيد الساحلي. وقد خُصص هذا الاجتماع للتداول في عدد من الإشكالات المهنية التي يعيشها القطاع، وعلى رأسها ملف إتلاف مفرغات القيمرون بسبب إستعمال مادة ثنائي أكسيد الكبريت (السولفيت)، والتي تُستخدم من قبل البحارة للحفاظ على جودة المنتوج.
وفي هذا السياق، أوضح السيد عبد الله شايب، رئيس جمعية البوغاز، أن الجمعية وجهت مراسلة رسمية إلى مندوبية الصيد البحري من أجل عقد هذا اللقاء، الذي يهدف إلى فتح نقاش جدي ومسؤول حول التحديات التي تواجه أسطول الصيد الساحلي صنف الجر، وعلى وجه الخصوص، تكرار عمليات إتلاف شحنات القيمرون منذ سنة 2022، بدعوى احتوائها على نسب مرتفعة من مادة “السولفيت”.
وأكد الفاعل المهني في الصيد الساحل بالجر، أن هذا القرار قد ظل مثارا للجدل والإستياء في صفوف المهنيين، هؤلاء الذين أشاروا إلى أن المادة المذكورة ظلت تُستخدم منذ أكثر من خمسين عامًا دون اعتراض يُذكر من الجهات المعنية، كما أنها تُقتنى من الأسواق دون أن تتضمن النشرات الإرشادية المرافقة لها أي تحذير بشأن تأثيرها على السلامة الصحية للمستهلك.
وأضاف شايب، أن عمليات إتلاف القيمرون تأتي في وقت يشهد فيه القطاع تراجعًا ملحوظًا في وفرة المصطادات، وصعوبات متزايدة في تحصيل المنتوج البحري، خصوصًا في ظل الارتفاع الكبير لتكاليف رحلات الصيد، وعلى رأسها أسعار المحروقات. كما أشار إلى أن أطقم المراكب البحرية تقطع مسافات طويلة قد تتجاوز عشر ساعات بحثًا عن المنتوج، مما يزيد من حجم الخسائر عند تعرض المصطادات للإتلاف.
كما ناقش الاجتماع مشكلًا آخر يهم منع جلب الأسماك السطحية الصغيرة مثل السردين، الكابيلا، والشطون، وهو ما اعتبره المهنيون قرارًا غير واقعي نظرًا لأن هذه الأنواع تُصاد بالصدفة بواسطة شباك الجر ولا يمكن إعادتها حية إلى البحر. وحذّر المتدخلون من الآثار البيئية السلبية المترتبة عن رمي هذه الأنواع وهي نافقة في البحر، ما يؤدي إلى تكون طفيليات بحرية مثل “قميلة البحر”، والتي تُسبب في هجرة الأسماك من مناطق انتشارها.
وفي ختام اللقاء، أكد شايب أن مهنيي القطاع يشعرون بالعجز أمام استمرار هذه الوضعية، رغم تنظيمهم للعديد من اللقاءات السابقة للبحث عن حلول عملية. وأعلن أن جمعية البوغاز تعتزم توجيه مراسلة رسمية إلى مصلحة السلامة الصحية تحت إشراف مندوبية الصيد البحري بطنجة، تتضمن معطيات دقيقة حول كيفية استعمال مادة “السولفيت” في رش القيمرون، بهدف الوصول إلى حل توافقي يحفظ حقوق البحارة ويضمن في الآن نفسه السلامة الصحية للمنتوج البحري.