أختتمت أمس الجمعة فعاليات التمرين الميداني في البحث وإنقاذ الأرواح البشرية في البحر “SAREX المضيق 2024”، الذي نظم بعرض سواحل ميناء طنجة المتوسط، في التفرة الممتدة من 29 الى 31 ماي 2024 بتنظيم من طرف قطاع الصيد البحري بتعاون مع البحرية الملكية والدرك الملكي و القوات الملكية الجوية والوقاية المدنية والمديرية العامة للأمن الوطني، وبحضور دولي وازن.
وأكد إدريس التازي مدير التكوين البحري ورجال البحر والإنقاد ، على أهمية الأشغال التي طبعت برنامج هذه الدورة التي وصفها بالإستثنائية، مبيّنا في ذات السياق أن هذا النوع من المبادرات تشكل لبنة أساسية في الإرتقاء بمنظومة الإنقاذ، وتعزيز مستوى التنسيق بين مختلف الفاعلين، بشكل يضمن الاستخدام الناجع والعقلاني لوسائل الإنقاذ البحرية والجوية وكذا البرية، كما يوفر الفرصة لتعزيز قدرات أطقم وحدات الإنقاذ البحرية في التعاطي مع هذا النوع من العمليات، لاسيما وأن التمرين عرف مشاركة خافرتي البوغاز واللوكوس التابعتين لقطاع الصيد البحري .
وأوضح إدريس التازي أن هذه الدورة كانت فرصة للنفاش في سياق تسليط الأضواء على مستجدات الإنقاذ البحري، من خلال سلسلة العروض التي تم تقديمها ضمن الندوة الدولية التي ناقشت الأفاق المستقبلية لتطوير هذه المهمة الإنسانية والخدمات المرتبطة بها، بمشاركة خبراء دوليين في مجال الإنقاذ البحري والجوي، قدموا تجارب بلدانهم، حيث أجمعت المداخلات في مجملها على أهمية التنسيق بين مختلف المتدخلين، وتكريس مفهوم الجاهزية وسلاسة إستخدام الوسائل الممكنة، لأن الحوادث تكتسي طابع المفاجأة، وتحتاج لتدخل آني على درجة عالية من التدبير والتنسيق، وهو المعطى الذي قدمه التمرين “SAREX المضيق 2024” الذي إرتكز على عملية إنقاذ واسعة النطاق، تتجلى في إجلاء 60 مسافرا من ضمنهم عدة جرحى على متن سفينة لنقل الركاب توجد في وضعية حرجة نتيجة حريق شب على متنها.
وعلى ضوء هذا التمرين، عمل جميع المشاركين على تطبيق آليات تدبير وتسيير عمليات البحث والإنقاد الكبرى والمعقدة، والتي سنتها المنظمة البحرية الدولية ومنظمة الطيران المدني الدولي. كما سعى ذات التمرين إلى تحسين مستوى التنسيق بين مختلف الفاعلين في هذا المجال والإستخدام الناجع والعقلاني لوسائل الإنقاذ البحرية والجوية وكذا البرية، كما شكل فرصة جديدة لتدريب أطقم وحدات الإنقاذ البحرية والجوية على هذا النوع من العمليات الصعبة. حيث مكن هذا التمرين من إختبار قدرات الهيات المتدخلة في مجال إنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر في عرض البحر، وكذا مدى توليهم واستعدادهم للتكفل بهم على الصعيدين الطبي والإداري، فور نقلهم إلى الميناء.
وعرف هذا التمرين مشاركة إسبانيا بمروحية ووحدتين بحريتين وذلك تبعا لمقتضيات وتوصيات الإتفاقية الدولية للإنقاذ لسنة 1979 بخصوص التعاون بين الدول المتجاورة في هذا المجال، فيما عرف تسخير إمكانيات مهمة من طرف قطاع الصيد البحري والبحرية الملكية والدرك الملكي والقوات الملكية الجوية والوقاية المدنية والمديرية العامة للأمن الوطني. وهو التنسيق الذي قدم إشارات قوية بخصوص الكفاءة المغربية وقدرتها على تأمين عمليات الإنقاذ الضخمة على مستوى مضيق جبل طارق .
وكانت الندوة التي إستبقت التمرين قد عرفت التطرق لمجموعة من العروض والمحاور هم “واقع البحث والإنقاذ البحري بالمغرب”؛ و “تنسيق الإنقاذ الجوي والبحري”. كما ناقش المتدخلون “الأجهزة الفعالة للاستجابة لحالات الطوارئ”؛ وكذا “جاهزية الإنقاذ الجماعي “، إلى جانب الوقوف على “واقع النظام العالمي للاستغاثة والسلامة للطيران”. كما كان للحضور موعدا للإطلاع على “تجربة خفر السواحل الأمريكي”، وكذا “تجربة البحث والإنقاذ في الصين” ؛كما عالجت الندوة مواضيع تهم “الجوانب الفسيولوجية المرتبطة بعمل وحدات الإنقاذ” و “السفن في طليعة استخدام الوقود البديل”، ثم “السلامة على متن سفن الركاب”.