أعلن مندوب الصيد البحري بطنجة في مراسلة إخبارية موجهة إلى الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري، عن إستئناف خافرة الإنقاذ طارق لنشاطها بالميناء. في إنتظار الحسم في مآل هذا الخافرة، بعد أن تعززت المنطقة مؤخرا بخافرة من الجيل الجديد تحمل إسم “البوغاز”.
ووفق نفس الوثيقة فإن إستئناف الخافرة لمهامها، يأتي بعد أن تم الإنتهاء من مختلف اشغال الصيانة التي خضعت لها القطعة البحرية، خصوصا وأن هذه الآخيرة ظلت محط شكاوي مهنية، بسبب كثرة الأعطال التي تتعرض لها، والتي عصفت بالكثير من مميزاتها التقنية التي عادة ما تحتاجها خافرة تؤمن إنقاذ الأرواح البشرية بالبحر .
ويعول المهنيون المحليون على خافرة “البوغاز” 822-3 الجديدة ، لتعويض خافرة طارق التي إفتقدت لمقومات خوافر الإنقاذ، حيث الرهان كبير جدا على الخافرة الجديدة في القيام بأدوار طلائعية على مستوى مضيق جبل طارق، خصوصا وأن المنطقة تعرف نشاطا مهما لقطاع الصيد ، إلى جانب تواجد أحدا ابرز الموانئ بحوض البحر الأبيض المتوسط والعالم بإعتباره يتموقع ضمن قائمة أكبر 20 ميناء للحاويات ، يتعلق الأمر بميناء طنجة المتوسط ، بما يعرفه من حركة ملاحية، كما أن هناك منافسة قوية على مستوى إنقاذ الأرواح البشرية في البحر، بالنظر لكون المنطقة فضاء للعبور.
ومن المنتظر أن يتم تدشين الخافرة الجديدة مع نهاية الشهر الجاري من طرف الوزير محمد صديقي، وسط تجاذبات محلية بخصوص موقع رسو الخافرة، حيث تفيد أصداء بأن هذه الآخيرة سترسو بميناء طنجة المتوسط ، فيما يشدد الفاعلون المهنيون في قطاع الصيد، على رمزية رسو الخافرة بميناء الصيد، للإحساس بإنتمائها لهم، وهم الذين ظلوا يتطلعون منذ أشهر لساعة ولوج الخافرة لهذا الميناء، فيما كثر القيل والقال بخصوص مستقبل تدبير الخافرة، لاسيما بعد أن تم إنتداب شركة متخصصة للإشراف عليها لضمان التدبير الجيد والمستدام، وهو ما يثير الكثير من الشكوك يقول فاعلون محليون بخصوص مآل الخافرة هل هي لميناء الصيد أم لميناء طنجة المتوسط.
وستزيد درجة الجدل مع إعلان مندوب الصيد البحري بطنجة يوم الأربعاء الماضي، إستئناف خافرة الإنقاذ طارق لنشاطها بالميناء قبل أيام من حفل التدشين. فيما قلل فاعلون آخرون من جدلية موقع الرسوم ، بالقول أن ما يهم اليوم هو جاهزية الخافرة للقيام بمسؤولياتها ومهامها ، وتوفير الفضاء المناسب لضمان سلامتها مع التأكيد على التدبير الجيد، لأن مجموعة من الخوافر على المستوى الوطني، هي تدفع اليوم ثمن سوء التدبير، وعدد منها اليوم في وضعية كارتية.
إلى ذلك كان مهنيو طنجة قد طالبوا في وقت سابق بالإحتفاظ بخافرة طارق بالميناء، لتسخيرها لأداء المهام القريبة بين سواحل أصيلة وطنجة، أو إدخال تعديلات تقنية عليها وتسخيرها لقطر المراكب، من أجل الحفاظ على الخافرة الجديدة ، لاسيما وأن هذه المهمة “قطر المراكب” هي التي أثرت بشكل سلبي على الخافرة القديمة. فيما كانت بعض الموانئ المغربية تترقب مآل سفينة “طارق”، وتمني النفس في تكون من نصيبها.
وتتميز خافرة “البوغاز” الجديدة بمجموعة من الخصائص التقنية، بإعتبارها مصنوعة من مادة الألمينيوم، ويمتد طولها لأزيد من 19 متر، فيما يبلغ عرضها 05.30 متر، وهي خافرة قادرة على الإبحار بسرعة 32 عقدة بحرية بقوة محرك تصل إلى 3100 حصان. كما انها مؤهلة لتقطع مسافات قد تصل إلى 500 ميل بحري في الرحلات الإستعجالية.