احتضن المركز الجهوي للبحث في الصيد البحري بطنجة أول أمس الاثنين 08 أكتوبر 2018 ، لقاءا تواصليا ببعد تكويني ، تحت عنوان الصيد العرضي للكائنات البحرية المهددة بالانقراض واختيار تقنيات وحلول للحد منها بالجهة المتوسطية.
ويأتي اللقاء التواصلي في سياق برنامج الملاحظة المباشرة لبواخر الصيد، الذي يواصله المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بشراكة مع منظمات عالمية متخصصة في البيئة البحرية، حيث بسط اللقاء طريقة العمل التي سيتواصل بها الملاحظون مع أطقم مراكب الصيد الساحلي صنف الجر بالجهة المتوسطية ، قصد الوقوف على طريقة عمل مهني الصيد، بشكل ميداني وجمع بعض الإحصائيات المتعلقة بالأحياء البحرية، التي يتم رفعها من طرف مهني الصيد بما فيها تلك التي يتم اصطيادها وإعادتها إلى البحر.
وحسب الإدريسي الملولي مدير القطب الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد بطنجة، فإن الإستعانة بملاحظين الذي هم من خريجي مجموعة من التخصصات العلمية ، يأتي لسد الخصاص الحاصل في أطر المعهد، للتعاطي مع مختلف التحديات، التي تواجه قطاع الصيد ، حيث يخضع المترشحون للقيام بعمليات الملاحظة، للتكوين والتأطير من أجل تأهيلهم للقيام بالمهام الموكولة إليهم على ظهر مراكب الصيد ، والتي ستركز بالأساس على فهم طريقة تعامل أطقم مراكب الصيد مع مختلف الأحياء البحرية، التي تصادف رحلاتهم بسواحل البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف الملولي أن من بين الرهانات المعقودة على البرنامج، يبرز الوقوف على نوعية الأحياء البحرية التي تتم إعادتها أو رميها للبحر، بعد أن تعلق في شباك الصيادين بإعتبارها غير مرغوب فيها من طرف المراكب، بما فيها تلك التي تتجمع بالأعماق، والتي قد تكون غير معروفة للباحثين ، أو أخرى تعاني نوعا من التهميش إلى جانب أصناف أخرى تهددها المخاطر.
فمجهود الصيد يضيف مدير القطب، يأتي على مجموعة من الأنوع السمكية ، فيما تتم عملية الإنتقاء من طرف مهنيي الصيد، للاحتفاظ بالأصلح والتخلي عن أنواع أخرى. كما أن تكوين فكرة على مصايد المنطقة يشير المصدر المسؤول، يتطلب عدم الإكتفاء بما يفرغ بالموانئ، وإنما معرفة حتى تلك التي يتم التخلي عنها بسواحل المنطقة ، لتكون هناك معرفة شاملة بسلوك الصيادين ومعه مختلف الأنواع السمكية التي تعلق بشباكهم .
من جانبها كشفت مصادر مطلعة حضرت اللقاء، أن المغرب يتجه نحو مسار البحث العلمي للوقوف بشكل واقعي و جدي لإيجاد طريقة عمل صحيحة، من شأنها الحفاظ على جل الأصناف البحرية، التي تعتبر حلقة متكاملة في نمو و تكاثر الأحياء البحرية، دون استثناء أي مكون من المكونات البيولوجية البحرية ،و التي تتعرض بعض منها للإستنزاف لكونها اعترضت طريق شباك الصيد.
وأضافت المصادر أن تحديد الأصناف المرغوب فيها من المصطادات السمكية من طرف أطقم المراكب بصفة مقصودة أو غير مقصودة والتخلي عن أخرى مثل “السلاحف و الروكان مارثو ” برميها في عرض البحر، كيفما كانت ميتة او حية من لدن اطقم مراكب الصيد الساحلي صنف الجر ، هو سلوك يخل بالتوازن البيئي داخل المنظومة البيئية البحرية .
و أشارت المصادر أن مثل هده التكوينات و اللقاءات التواصلية التي استفاد منها الملاحظون المتدربون ذوي التكوين البحري، ستؤهلهم للتواصل بشكل مهني علمي مع أطقم مراكب الصيد الساحلي، بهذف تغير طريقة اشتغالهم، مع العمل على تحديد نسب الأحياء البحرية الغير المطلوبة بالأسواق الخارجية و المحلية، والتي تعلق بشباك الصيد بشكل مستمر و متتالي.
وكانت مصادر محسوبة على مهنيي الصيد بالواجهة المتوسطية قد رحبت بهذه الخطوة الجديدة، التي من شأنها دراسة البيئة البحرية بالمنطقة، وفهم السر في تناقص مجموعة من الأصناف السمكية، و التي كانت إلى عهد قريب تميز مصايد المنطقة. كما علقت المصادر أمالها على النتائج التي ستستخلص من طرف الباحثين في المستقبل القريب، والتي من شأنها توفير المادة الخام، في أفق إيجاد حلول تعيد مصايد المنطقة لسابق عهدها .