ينطلق في الساعة الأولى من يوم غد الجمعة 15 أبريل 2022، موسم صيد سمك أبوسيف، الذي يعلّق عليه الفاعلون المهنيون بالمنطقة المتوسطية أمالا كبيرة، حيث الإستعدادات على قدم وساق لضمان إنطلاقة جيدة للموسم الجديد، الذي يفتح شهية مهنيي الصيد بالمنطقة على صيد 560 طنا من الإسبادون بالواجهة المتوسطية.
وتميزت الأسابيع الأخيرة بإنعقاد سلسلة من اللقاءات التنسيقية والتشاورية، بيمهنية ثارة ومهنية إدارية ثارة أخرى، وهي اللقاءات التي خلصت إلى إعتماد مجموعة من التوصيات والتدابير التنظيمية، الرامية إلى الإستغلال العقلاني للمصيدة، والتحكم في مجهود الصيد والعرض، بما يصبّ في صالح تثمين المنتوج. حيث تم تقسيم الكوطا المحددة للموسم في 560 طنا يتم صيدها بالواجهة المتوسطية كما تم تحديد كوطا طنجة الأطلسي في 140 طن. فيما تم تقسيم الكوطا بتخصيص 160 طنا لشهر أبريل، و320 طنا لشهر ماي و80 طنا لشهر يونيو، وفق ما اكده محمد شابو الشير، الفاعل المهني في قطاع الصيد التقليدي بطنجة.
وأوضح محمد شابو البشير، أن هناك رهان قوي يرفعه مختلف المتدخلون في العملية الإنتاجية ، من أجل جعل هذا الموسم إستثنائيا من حيث التنظيم، الرامي إلى إطالة عمر الكوطا لتدبير الموسم، وترشيد رحلات الصيد، حيث تم الإتفاق في هذا السياق على تشديد المراقبة على القوارب بإحصاء القوارب النشيطة في إستغلال المصيدة ، وإعتماد نسخة مصغرة لجواز الأمان الخاص بالقارب لولوج هذه المصيدة ، مع منع “التورنو” البياخي، بالإعتماد على “سرح وروح” فقط . مع توحيد معدات الصيد بين القوارب لضمان تكافؤ الفرص بين مختلف الأطقم البحرية، بشكل يحدد ضمنيا سقف المصطادات اليومية. ويأمّن تساوي الفرص، في ظل الفوارق بين القوارب على مستوى الإمكانيات. حيث تواصل بعض القوارب أو “المراكب” التقليدية الإبحار والصيد، في حين يستعصي على أخرى الخروج بالنظر لطبيعتها وصغر حجمها أمام التحديات المناخية.
وتتطلب هذه الفوارق يقول الفاعل المهني في الصيد التقليدي، تنظيم الخروج بشكل صارم، ناهيك عن طريقة تدبير الكوطا . حيث تم تشكيل لجنة تضم رؤساء الجمعيات والتعاونيات بمشاركة غرفة الصيد البحري المتوسطية إلى جانب مندوبية الصيد البحري بطنجة، من أجل السهر على تتبع الموسم ، وكذا تطور المصطادات، مع تخويلها إقرار التوقف إذا ما ظهرت الحاجة لذلك، خصوصا عند تدفق كميات كبيرة من الإسبادون على سوق السمك ، لضمان التحكم في العرض وتثمين المنتوج ، لأن الغاية من الصيد ليس الفرجة ، وإنما تحقيق مداخيل توازي أهمية الموسم وتعزز دينامية النشاط الفردي والجماعي.
ونصت المشاورات على منع إستقبال القوارب الوافدة من موانئ أخرى إلى ميناء طنجة ، والتشديد على دراسة وضعية القوارب النشيطة بميناء طنجة غير المرقمة بمندوبية الصيد بالمدينة ، مع الدعوة غلى عقد إجتماع مع المكتب الوطني للصيد لأجل تحديد الوقت الخاص لتسويق سمك أبوسيف.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد إعتمدت في وقت سابق فترتين في السنة، كموعدين للراحة البيولوجية بمصيدة سمك ابوسف في الواجهة المتوسطية، وذلك في القرار رقم 4154.19 الصادر بتاريخ 2 يناير 2020. إذ حدد القرار الذي جاء لتغيير وتتميم القرار الوزاري رقم 1176.13 المتعلق بتنظيم صيد سمك “بوسيف” لسنة 2020، فترة التوقف الأولى بالمنطقة رقم 1 ، التي ترمز للمنطقة المتوسطية، في الفترة الممتدة من 15 فبرير إلى 15 من مارس ، على أن يتم إستئناف رحلات الصيد بالمصيدة إلى غاية فاتح أكتوبر ليتم التوقف حتى 30 من نونبر. وهما فترتين يتم إعتمادهما كل سنة ، في سياق المجهودات الرامية إلى ضمان إستدامة المصيدة ، وكذا تنفيذ إلتزامات المغرب، في علاقته بالمنظمات الدولية التي تهتم بهذا النوع من الأحياء البحرية .